باتت بلدة مضايا المحاصرة في ريف دمشقالغربي مكانا يسكنه الجوع والمرض، بل صارت منطقة موبوءة نتيجة انتشار التهاب السحايا الفيروسي وظهور حالات جديدة ومتواترة بشكل يومي،في وقت يؤكد الأطباء بالبلدة أنهم لم يتلقوا أي دعم دولي رغم معاناتهم. وأعلنت الهيئة الطبية في مضايا أن البلدة باتت منطقة موبوءة بمرض التهاب السحايا الفيروسي، وذلك بعد ارتفاع عدد المصابين فيها إلى 30 شخصا، كان آخرهم الممرض محمد الشامي العامل في المشفى الميداني. وذكر مدير الهيئة الطبية في مضايا الطبيب محمد يوسف أن المصابين بالتهاب السحايا تم حجرهم في إحدى البنايات على أطراف البلدة لانتظار الموت لا لعلاجهم، حيث يُقدم لهم ما تيسر من الأدوية المسكنة والمضادات الحيوية على ندرتها. وأضاف يوسف للجزيرة نت أن الإمكانات الطبية في البلدة معدومة، ولا يوجد طبيب متخصص، ولا حتى إمكانات طبية تخصص لعلاج هذا النوع من الأمراض. أحد المصابين بمرض التهاب السحايا في مضايا(الجزيرة) عدوى طبية وقال الممرض الشامي للجزيرة نت إنه منذ فترة كان قد أشرف على الحالة الصحية لعائلة أصيبت جميعها بالعدوى، فبدأ يشعر بآلام في الرأس ثم في العمود الفقري. وأضاف أنه اعتقد في البداية أنها آلام بسبب التوتر والإرهاق، ثم تعرض لهبوط ضغط شديد ومفاجئ فتم إسعافه وتحليل دمه، ليظهر أن نسبة الالتهاب في الدم مرتفعة، حيث توالى لاحقا ظهور الأعراض الأخرى من إعياء وقيء وإسهال شديد. وأكد الشامي أن جمعية الهلال الأحمر وعدت بإخراجه من البلدة للعلاج لأنه بحاجة لتحديد نوع الجرثومة المصاب بها، وهو يحاول حاليا معالجة نفسه بأدوية بسيطة ليبقى على قيد الحياة إلى حين الخروج. ومن جهة أخرى، قال رئيس المجلس المحلي لبلدة مضايا التابع للمعارضة موسى المالح إن الهلال الأحمر أخبرهم أن قوات النظام تمنعهم من إخراج الحالات المرضية، مضيفا أن مضايا لم تتلق منذ أربعة أشهر أي مساعدات غذائية، مما زاد من ضعف المصابين. وتحاصر قوات النظام وحزب الله اللبناني مضايا منذ سنة وثلاثة أشهر، ولم تدخل إليها مساعدات الأمم المتحدة سوى مرة واحدة وعلىدفعات عديدة، وذلك بالتوازي مع إدخال مساعدات لبلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين من قبل المعارضة في إدلب شمالي سوريا.