×
محافظة المنطقة الشرقية

سيفايوس، حارس شامخ في السراء والضراء

صورة الخبر

«لقاء لم يكتمل... لم نكن ننتظر هذا الخبر، لا مكان له بيننا»، بهذه الكلمات بدأ الأستاذ عادل الفردان في رثاء رحيل المربي الأستاذ علي حسن أحمد اسكاج (49 عاماً) الذي توفي أمس الأحد (4 سبتمبر/ أيلول 2016) بينما كان يتعالج عن مرض سرطان الكبد في تركيا. وأضاف الفردان ناعياً رحيل صديقه بالقول: «لم نترقبه ونحن ندفع بدفة العام الدراسي الجديد نحو الإبحار، كانت الأمنيات بلقائه، برؤيته، بسماع صوته وفي أقل تقدير بسلام عابر منه، وقع الخبر... حرك الصمت فينا، غابة من الحزن ابتلع لقاءنا، أصبح مكسوراً هذا اللقاء، موجعاً، أليماً، يتيماً من غير أبي محمد». يصمت برهة قبل أن يحبس الفردان دموعه ويكمل «الأستاذ علي حسن في ذمة الله هكذا وصلنا الخبر وكأن الموت باغتنا بطعنة في خواصرنا، التوقيت كان صارماً، عنيفاً، قاسياً، على أحبة الأستاذ، وفاته في أول العام الدراسي وكأنها رسالة تربوية من مربٍّ فاضل كان همة الحقل التعليمي بمعلميه وطلابه ومكوناته، ومفادها (تذكروني في أول يوم دراسي لكم)، أنا معكم في حياتي ومماتي أشاطركم حلاوة اللقاء». من جهتها قالت عائلة الفقيد إن الفقيد علي حسن اسكاج مدرس أول المواد التجارية بمدرسة الهداية الخليفية، وهو من مواليد سترة بالعام 1967، وتربى ونشأ بجزيرة سترة وعاش فيها كأي إنسان محب لوطنه عاشق لترابه درس في مدارسها وكون صداقاته منذ طفولته، وهو من القلائل الذين احتفظوا بهذه الصداقات حتى رحيله، امتاز رحمه الله تعالى بالخلق النبيل والطيبة وكانت الابتسامة لا تفارق محياه حتى مع شدة مرضه، كان باراً بوالديه حنوناً مع إخوته وأخواته مرتبطاً بأسرته عطوفاً بأبنائه، كان يطمع في أن ينشئ أسرة تمتاز بالعلم لأنه كان محبّاً للعلم. وأضافت العائلة «للفقيد الكثير من العلاقات في جميع الأوساط العلمية والاجتماعية والرياضية حيث كان لاعباً بنادي سترة ثم أميناً للسر». مؤكدة «ارتبط رحمه الله بالقرآن الكريم، حيث كان من المرتبطين بحوزة الغدير بمنطقة سند حيث يسكن هناك». وأوضحت «للفقيد من الأبناء 4 أكبرهم محمد (15 عاماً) وحسين (8 أعوام) ومريم وفاطمة. والمرحوم عانى كثيراً من المرض، حيث لازمه منذ أكثر من 20 عاماً، حيث ذهب للعلاج إلى جدة في 1995 وشفي منه تماماً ونصحه الطبيب بممارسة حياته الطبيعية كأي إنسان». وبشأن معاودة المرض للفقيد أوضحت العائلة «عاوده المرض في 2014 ولكن هذه المرة بشراسة وفعالية وفي موقع اللاعودة في الكبد، وكان سريع الانتشار، أدخل في شهر رمضان الماضي لمجمع السلمانية الطبي حيث أعطي العلاج الكيماوي وبالجرعات القوية أملاً في أن تستجيب الكبد ولكن دون جدوى وصاحب ذلك ارتفاع غير طبيعي في درجات الحرارة استمر لأكثر من أسبوعين، حيث ساءت حالته كثيراً، تم أخذه لأحد المستشفيات الهندية المتخصصة في الكبد، حيث تم تشخيص الحالة ونصحنا الأطباء هناك بالعودة إلى البحرين واستكمال العلاج». وتابعت «قمنا بعرض التقارير على مراكز متخصصة بعلاج الأورام في تركيا وسنغافورة حيث أفادونا بأنهم يستقبلون مثل هذه الحالات وبالفعل تم أخذه إلى تركيا حيث قرر الأطباء هناك العلاج على 3 مراحل تمهيداً لزراعة النخاع. وتم إعطاؤه العلاج الأولي والذي هو عبارة عن جرعات الكيماوي وللأسف تم بعدها دخوله في غيبوبة وتحت العناية المركزة إلى أن وافته المنية صباح أمس الأحد 4 من سبتمبر». وتقدمت العائلة بالشكر الجزيل لمركز الأورام بمجمع السلمانية الطبي على ما بذلوه من جهد. مؤكدة «نحن صابرون ومحتسبون كما كان هو كذلك وقد تعلمنا منه الصبر والإيمان والقوة والجلد ومواجهة الشدائد بالابتسامة والمرض بقول الحمد لله». وأضافت العائلة «رحمك الله يا أبا محمد أيها الأستاذ الفاضل والمربي، لقد خرجت أجيالاً وأجيالاً وبالذات في المحرق العريقة، فقد كنت هدية حزيرة سترة إلى جزيرة المحرق، فقدك خسارة ورحيلك أفجعنا، رحلت عنا سريعاً وعزاؤنا فيك كبير وسلوانا بذكراك العطرة».