سرَعت الجهات المكلفة تنظيم الحج خطواتها في تجهيز المشاعر المقدسة مع إطلالة شهر ذي الحجة، وسط قدوم 1.129.992 حاجاً حتى الآن من خارج المملكة، فيما قال مفتي مصر شوقي غلام أمس «إن ما تقوم به السعودية من حفظ كرامة الحجاج وحفظ أمنهم يستحق التقدير والثناء». وأوضحت مديرية الجوازات أن عدد الحجاج القادمين من طريق الجو بلغ 1.061.165 حاجاً، وعن طريق البر 56.184 حاجاً، فيما كان القادمون عن طريق البحر 12.643 حاجاً فقط. إلى ذلك، قال قائد مهمات الشرطة في منطقة مكة المكرمة اللواء سعيد بن سالم القرني «إن 188747 شخصاً قدموا إلى مكة المكرمة للحج أبعدوا إلى خارجها بعد التأكد من عدم حصولهم على التصاريح النظامية». وأوضح خلال مؤتمر صحافي أنه «تم ضبط 22 حملة وهمية حتى أمس، وما زالت حملات المتابعة مستمرة للقضاء على تلك الحملات». وأكد أن «الوضع الأمني في المنطقة والمواقع التي يسلكها حجاج بيت الله الحرام جيدة وآمنة، ولم يحدث ما يعكر صفو الحج والحجاج أو يورق الأجهزة الأمنية». وقال مساعد قائد قوات أمن الحج لإدارة وتنظيم الحشود اللواء محمد بن حسين الشريف، إن «الخطط تركز على ضبط اتجاه سير المشاة في مسار واحد ومنع السير في الاتجاه المعاكس، علاوة على تقديم الخدمات الإنسانية وتحقيق أمن الحجاج وسلامتهم، ومنع الافتراش وتنظيم الحركة في جميع المحاور والنقاط وإرشاد الحجاج التائهين». وأشار إلى أن «حركة سير المشاة يومي السابع والثامن من ذي الحجة تتم وفق آلية منظمة ودقيقة لتسهيل وصول الحجاج إلى منى، فيما تكون حركة المشاة أيام التاسع إلى 12 من الشرق إلى الغرب وتعكس ليلة العيد من الغرب إلى الشرق». وبدأت الأجهزة الأمنية العمل لتفعيل حركة المرور الخاصة بالحج منذ أسابيع، وأعلن قائد مديرية المرور الدكتور باسم البدري أن «حركة الحجاج في مكة قبل بداية الحج (بعد أسبوع) تشهد انسيابيةً في المناطق المركزية حول الحرم والمناطق الأخرى في مكة من دون حدوث أية مشكلات تذكر، وتعتبر المرحلة الأولى، والمرحلة الثانية بدأت منذ أسبوع، إذ يتم ضبط السيارات غير المصرح لها بدخول المنطقة المركزية وتشديد نقاط المنع، والمرحلة الثالثة تبدأ من 12 ذي الحجة حتى نهاية شهر ذي الحجة». إلى ذلك، أكد وزير الحج محمد بنتن ضرورة «تواصل العلماء المسلمين والمفكرين، وتكريس خطاب الاعتدال والوسطية، ذلك أن الإسلام دين تسامح وسلام، والدعوة له بالحكمة والموعظة الحسنة». ونوه، لدى افتتاحه أمس «ندوة الحج الكبرى» في مكة المكرمة بحضور 200 عالم ومفكر، بما تقوم به الرياض من جهود في إعمار الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وخدمة ضيوف الرحمن، وتمكينهم من أداء نسكهم بكل يسر وسهولة وطمأنينة، داعياً المشاركين إلى نقل تجاربهم ومشاهداتهم في رحلتهم الإيمانية، وكذلك توصيات الندوة إلى الرأي العام الإسلامي لتبصير الحجاج الذين يعتزمون النسك وتوعيتهم إلى متطلبات أداء الحج وكيفية الاستفادة من الخدمات الكبيرة المتعددة، التي توفرها حكومة المملكة لنحو مليوني حاج سنوياً من مختلف أنحاء العالم. وأعرب مفتي الديار المصرية شوقي علام في المناسبة عن شكره وتقديره لما تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من دور في «جمع كلمة علماء الأمة على كلمة سواء». مؤكداً أن ما تقوم به السعودية من حفظ كرامة الحجاج وحفظ أمنهم يستحق التقدير والثناء. من جهة أخرى، شهد أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل مراسم تسليم كسوة الكعبة المشرفة إلى سدنة البيت العتيق من عائلة الشيبي، نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين، وذلك وفقاً للتقليد السنوي، إذ تسلم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إلى السدنة الكسوة بعد خياطتها وتجهيزها، تمهيداً لتلبيسها الكعبة المشرفة مع انطلاق الحج. وقال إن «المملكة قيادةً وحكومةً وشعباً تتشرف بخدمة الحرمين الشريفين، انطلاقاً من واجبها الإسلامي تجاه أطهر وأشرف البقاع على وجه الأرض»، مشيراً إلى أنها «لن تألو جهداً في خدمة ضيوف الرحمن وقاصدي البيت الحرام، وستواصل العمل على تنفيذ المشاريع التطويرية في الحرم المكي والمشاعر المقدسة للتسهيل على قاصديها». في الجانب الاقتصادي، أطلقت الغرفة التجارية في مكة ملتقى اقتصادياً بالتزامن مع الحج، سمته «منافع»، يستهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري المشترك بين مهد التجارة مكة المكرمة وأكثر من 30 دولة وجهة حكومية وأهلية. وبين المدير العام للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في العاصمة المقدسة الدكتور فيصل الشريف، أن ملتقى «منافع» حدث غير مسبوق وبداية موفقة بإذن الله لإحياء منافع الحج، وبحث سبل تطوير التعاون المشترك في التجارة والتوسع في الفرص الاستثمارية بين وفود الحجيج من جميع الدول التي يفدون منها، وأهمية تنمية السياحة من منطلقات حضارية إسلامية متوافقة مع ما يشهده العالم من توجهات نحو رؤى إبداعية ومبادرات اقتصادية مبتكرة، يتوافق مع توجهات بلادنا الاقتصادية وفق «رؤية المملكة 2030». وأفاد بأن الملتقى سيقدم الدعم والتسهيلات وفق آلية مشتركة تضمن للمستثمرين الجادين بيئةً آمنة ومثالية للتبادل التجاري والتنمية الاقتصادية، وذلك لما لمكة المكرمة من مكانة دينية في قلوب المسلمين وموقع جغرافي استراتيجي جعلها مهداً للتجارة والحضارة والعراقة على مر العصور قبل الإسلام وبعده.