كما يقول المدرب السابق للأنتر ميلان روبيرتو مانشيني، هنالك بعض القناعات لمدربين ليس من السهل تفسيرها، وهو الواقع الذي تعيش عليه كرة القدم، ليس فقط المدربون، على اعتبار انها الأخرى معنية بالمفاجآت وردود الفعل التي تذهب في غير المسار والتوقعات، لكن ومع ذلك من الواجب التعامل معها على أساس أنها الحدث، ليس أكثر الذي يمكن أن يتجسد في فترة ويختلف أو يتباين في لحظة أخرى، وليس شرطا أن يقتنع مانشيني بقناعات بيب جوارديولا مدرب المان سيتي لحظة تخلي الأسباني عن الحارس جو هارت، حتى يقال إنها القناعات التي تذهب في اطارها السليم، وليس من الخطأ في ذات الوقت اعتبارها من المفاجآت التي يمكن أن تذهب في عكس الاتجاه، طالما أننا ندرك أن كل ذلك يأتي في إطار واحد من واقع كرة القدم وفلسفتها المتغيرة.! يردد البعض كثيرا مقولة أنه ولولا الأخطاء التي يقع فيها عديد المدربين وأصحاب القرار، لما كانت الاثارة حاضرة في كرة القدم، وهي حقيقة تعاملنا معها، بعد مجموعة كبيرة ومختلفة من المشاهد والتجارب، قدمت من الأدلة والبراهين ما يكفي حتى لا يقال أنها لعبة الثوابت التي يمكن أن تتابعها في أكثر من حدث ومناسبة، وتظهر بنفس الصيغة والمحتوى، وجو هارت الذي قدم الكثير مع النادي الانجليزي، لا يمكن أن يكون الأول ولا الأخير الذي يثير انتقاله ذلك النقد وحالات من الاستغراب، فالموسم الماضي أيضا كان التشيكي بيتر تشيك هو الآخر معنيا بنفس السيناريو لحظة انتقاله من تشيلسي الى الارسنال، خاصة بعد أن شارك بقدر كبير وأضاف الفارق بوصول ناديه الجديد للمنافسة على لقب الدوري، بينما الحال كان مختلفا مع تشيلسي الذي خسر كل شيء، ليس لمجرد أنه استغنى عن الحارس الذي كان يحمل الكثير، بل وأيضا لأن القرار لم يكن دقيقا في غالبه ومستقبل النادي.! دائما وأبدا يرتكب غالبية المدربين قرارات غير دقيقة يحاولون من خلالها فرض أنفسهم على قناعات واتجاهات مدربين سابقين، فهم يدركون في ذلك الاتجاه أنه الأنسب لثقافة حوارهم مع النادي الجديد، بغض النظر عن ما يمكن أن تكون عليه النتائج وحتى المستقبل البعيد، وفي ثقافة المدربين اتجاهات، تظل هي الواقع الذي يفرض نفسه على اللحظة، ليس شرطا أن يتمكن الجميع من فهم وادراك معانيه وتفاصيله الدقيقة، مثلما هو الادراك الذي يتحدث عنه مانشيني، حيث لا يجد التفسير المناسب لقرار، ومع ذلك يقول إنها القناعة التي يجب أن تحترم لأي مدرب، حتى وان استغربت وتفاجأت من قرار تجد أنه لا يمضي في اتجاهك وقناعاتك.!