ورد تقريرٌ صادم من مصر يشير إلى مزاعم بأن تجار الأعضاء البشرية يقومون بتوظيف فتيات الليل لإغواء المهاجرين لبيع أعضائهم، فيما تقوم المستشفيات المصرية بالتستُّر على هذه الحالات. ويضيف التقرير أن هؤلاء التجار يستهدفون المهاجرين الأفارقة الذين لا يمتلكون الوثائق القانونية الضرورية ولا الأموال الكافية لنفقاتهم. "يقوم (القوّاد) باستخدام الخدمات الجنسية للتأثير على كلٍّ من البائع والمشتري أثناء نقاش أسعار الأعضاء". كما ينقل التقرير على لسان إحداهن. ويضيف التقرير أن "قضاء ليلة مع إحدى الفتيات يكون محفّزاً إضافيّاً لإقناع المهاجر بالبيع، وفق ماجاء في . وقد جمع مادة التقرير سين كولومب، المحاضِر في مدرسة القانون بجامعة ليڤرپول بالمملكة المتحدة، والذي قضى أسابيع في مصر وتواصل مع السماسرة والمتبرعين. ويكتنف التشريعاتِ المصريةَ المتعلّقة بزراعة الأعضاء الكثيرُ من الغموض. فشراء كِلية هو أمر غير قانوني، إلا أن إجراءات عملية النقل والزراعة لا تزال في نطاق القانون. وقد دفع بعض الناس ما يصل إلى 100 ألف دولار مقابل عضو جديد، وأنهيت الصفقات في أماكن عامة مثل المقاهي، كما يُورِد التقرير. يقول كولومب إن التناقضات القانونية تتضح أكثر حين نعلم أنه نادراً ما يتم الإبلاغ عن عمليات الانتزاع غير القانوني للأعضاء البشرية. الجرّاح لا يبلغ السلطة يخبر أحدُ السماسرة المحاضرَ البريطانيّ، "إذا شكّ أحد الجرّاحين أن العضو قد تم التبرع به بشكل غير قانوني، لا يوجد ما يلزمه قانونيّاً بتبليغ السلطات المعنية". ويضيف في التقرير الذي أوردته وكالة رويترز "لا يريد الأطباء معرفة أي شيء عن هذا. ما يهمهم هو الحصول على المال دون طرح أي أسئلة". وتقول إحدى المتبرعات لكولومب أنها تم احتجازها أثناء عملية التبرّع بكِلْيتها، وكان هذا بعدما انتُزعَت كليتها، فيما تركها الجرّاح تعاني آلاماً حادة في البطن. وبعد تردد رفضت إحداهن القيام بعملية التبرع، رغم تهديدات السمسار الذي أخبرها أن "الوقت تأخر جدّاً لقيامك بإعادة التفكير في الأمر، فقد دفعنا بالفعل تكاليف الفحوص الطبية وأجر الطبيب الجرّاح"، وأنهم سيقومون بانتزاع كلْيتها عنوة. ولا يعدّ التقرير الدليل الوحيد على الانتشار المرعب لتجارة الأعضاء البشرية. ففي يوليو/تموز الماضي، نشرت صحيفة "ذي تايمز" اللندنية تقريراً عن قتل اللاجئين الأفارقة في مصر للإتجار في أعضائهم في حال عجزوا عن القيام بدفع المال لمهرّبيهم. إزالة العضو ونقله في حقائب معزولة "لقد أتى المصريون لإزالة العضو ونقله في حقائب معزولة"، يقول المهرّب نور الدين عطا في التحقيقات التي أعقبت اعتقاله، كما أورد تقرير "ذي تايمز". وفي أبريل/نيسان الماضي، نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صورة مفزعة لأجساد لاجئين صوماليين جرى تمزيقها بشكلٍ بشع. وأشار مستخدمو وسائل التواصل أن المهاجرين ربما كانوا ضحايا الإتجار في الأعضاء البشرية. وتعرف مصر بأنها مركز تجمع ونقطة عبور للمهاجرين الراغبين في الانتقال لاحقاً إلى أوروبا. وقد مرّ عبر مصر ما يقدّر بنسبة 10٪ من اللاجئين الذين وصلوا إلى إيطاليا منذ بداية عام 2016.، كما أوردت تقارير المنظمة العالمية للهجرة، فيما كانت النسبة الباقية وصلت عن طريق ليبيا كما اعتاد أغلب المهاجرين. لكن لا تعدّ مصر المكان الوحيد الذي يقع فيه المهاجرون ضحية هذا النوع من الإجرام. - هذا الموضوع مترجم عن موقع Russia Today. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط .