كشفت «مؤسسة نلسون مانديلا» أول مقابلة تلفزيونية اجراها بطل مكافحة الفصل العنصري، وهي عبارة عن حديث مقتضب من 24 ثانية في نهاية الخمسينات خلال محاكمته بتهمة الخيانة التي استمرت اربع سنوات ونصف السنة. ويظهر مانديلا الشاب مرخياً لحية وهو يرتدي بزة وربطة عنق. وقد وقف امام مبنى المحكمة وهو يفسر في الحديث اهداف المؤتمر الوطني الإفريقي الذي قاده الى انتصار انتخابي بعد انهيار نظام الفصل العنصري في التسعينات. وقال في الحديث بصوته الهادئ المعهود: «منذ البداية حدد المؤتمر الوطني الافريقي لنفسه مهمة مكافحة هيمنة البيض». وأضاف: «لطالما اعتبرنا انه من الخطأ لمجموعة عرقية واحدة ان تهيمن على مجموعة عرقية اخرى. المؤتمر الوطني الإفريقي لطالما ناضل من دون اي تردد ضد كل اشكال التمييز العنصري وسنستمر في ذلك حتى تحقيق الحرية». وقبل هذا الاكتشاف، كانت اقدم مقابلة معروفة لمانديلا تعود الى ايار (مايو) 1961 مع محطة «آي تي إن» البريطانية. وتظهر المقابلة الشهيرة مانديلا في الخفاء بعيد تبرئته من تهمة الخيانة. لكن المقابلة الجديدة بثت قبل اشهر من ذلك في كانون الثاني (يناير) 1961 في اطار برنامج للتلفزيون الهولندي حول سياسات جنوب افريقيا التي تستند الى الفصل العنصري. ولا يعرف التاريخ المحدد للمقابلة المصورة بالأبيض والأسود والتي يقدر عمر مانديلا فيها بحدود الأربعين. وقال سيلو هاتانغ رئيس «مؤسسة نلسون مانديلا»: «نحن متحمسون جداً لهذه الوثيقة التاريخية التي نعتبرها المقابلة التلفزيونية الأولى مع نلسون مانديلا». وبعدما امضى اشهراً في الخفاء ألقي القبض على مانديلا العام 1962 واتهم بعد ذلك بالتخريب. وأمضى 27 عاماً في سجن جزيرة روبن آيلاند قبل ان يفرج عنه العام 1990 ليصبح في العام 1994 اول رئيس اسود لجنوب افريقيا في اول انتخابات متعددة الأعراق في البلاد. وتوفي العام 2013 عن 95 سنة.