قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس ان اتفاق مصدري النفط على تثبيت إنتاج الخام سيكون القرار الصائب لسوق النفط العالمية وإنه ينبغي من أجل التوصل إلى اتفاق إيجاد حل وسط لإيران التي تتطلع إلى زيادة صادراتها بعدما رفعت عنها العقوبات الدولية. في المقابل، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إنه متفائل بتحرك منتجي النفط صوب تبني موقف مشترك بخصوص إنتاج الخام. وقال بوتين خلال مقابلة مع وكالة «بلومبرغ» نشرها الموقع الإلكتروني للكرملين: «أعتقد أنه من باب المنفعة الاقتصادية والمنطق سيكون من الصائب إيجاد حل وسط» في شأن إنتاج إيران. آمل كثيراً ان يتخذ جميع المشاركين في هذه السوق الذين يريدون أسعارا عالمية عادلة ومستقرة لموارد الطاقة القرار الضروري في نهاية المطاف». وأضاف أنه سينقل موقفه إلى ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان الذي قد يلتقي به على هامش اجتماع مجموعة العشرين في الصين مطلع الأسبوع المقبل. وفي طوكيو حيث يرافق الأمير محمد بن سلمان في زيارة رسمية، قال الجبير لصحافيين: «نبدأ بعقد ملتقى للأفكار لكن هناك عملاً يجري حالياً وسنرى ما سيحدث في اجتماع الجزائر. وأنا متفائل». وأضاف: «في نهاية المطاف سيتحكم العرض والطلب وقوى السوق في سعر النفط. قد تكون هناك بعض الترتيبات المتعلقة بذلك بين المنتجين ولكن ليس على حساب السعودية. تخلينا عن سياسة الاضطلاع بدور المنتج المرجح منذ أكثر من 20 عاما». ومن المقرر عقد اجتماع غير رسمي بين «أوبك» والمصدرين من خارجها في الجزائر في وقت لاحق هذا الشهر. وكان الإنتاج النفطي في روسيا وهي أكبر منتج للخام في العالم اقترب من مستويات قياسية مرتفعة على مدار العام الأخير لكنه هبط إلى 10.71 مليون برميل يوميا في آب (أغسطس) وهو المستوى الأدنى في نحو عام. وكان من شأن انخفاض إنتاج روسيا الشهر الماضي ان جعل مستويات إنتاجها قريبة من مستويات إنتاج السعودية وهي أكبر مصدر للخام في العالم وأكبر منتج في «أوبك» إذ ضخت المملكة 10.70 مليون برميل يومياً في المتوسط بما يزيد عن مستويات تموز (يوليو) وفق مسح أجرته وكالة «رويترز». وتتوقع وزارة الطاقة الروسية ان يتراوح إنتاج النفط المحلي بين 542 مليوناً و544 مليون طن هذا العام بعدما بلغ أعلى مستوى في 30 عاما عند 534 مليون طن (10.73 مليون برميل يوميا) في 2015. وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أمس ان اتجاهات سوق النفط العالمية والوضع العام فيها يجب ان تناقش خلال اجتماع وزراء النفط في الجزائر لكنه هون من احتمال إجراء مباحثات بخصوص تثبيت إنتاج النفط. وقال لصحافيين: «مسألة التثبيت مسألة منفصلة تحتاج إلى مناقشة منفصلة لأن الوضع اليوم مختلف نوعا ما عما كان عليه في شباط (فبراير)... وفي نيسان (أبريل)» مشيراً إلى ان الأسعار حالياً عند مستويات أعلى. وأضاف: «أعتقد أننا سنناقش خلال الاجتماع - ان عقد هذا الاجتماع - الوضع العام في الأسواق». ورأى بوتين في مقابلة «بلومبرغ» ان على الحكومة ألا تتحامل على أي لاعبين بالسوق يريدون المشاركة في عملية تخصيص شركة «باشنفت» لإنتاج النفط. وقال رداً على سؤال عن اهتمام شركة «روسنفت» النفطية العملاقة بتخصيص «باشنفت» ان استحواذ شركة تسيطر عليها الدولة على أخرى حكومية ليس الخيار الأفضل لكن المهم هو من سيعطي موازنة الدولة أكبر مبلغ من المال. وقال مصدر في قطاع النفط ان روسيا قد تجمع أكثر من 11 بليون دولار من تخصيص «روسنفت» المتخصصة في إنتاج الخام لكنها بحاجة إلى ضمان نظام ضريبي مستقر قبل وأثناء عملية البيع. واستند المصدر إلى وثائق جرى تقديمها للحكومة الروسية. وتعليقاً على زيارة الأمير محمد بن سلمان الصين قبل توجهه إلى اليابان، قال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد بالفالح: «بوسع المملكة والصين إطلاق مكامن القوة لدى كل منهما والعمل معاً على اغتنام فرص تحقيق الرؤية البعيدة المدى المتمثلة في النمو والتطور المتوازنين، بحيث لا تقتصر ثمار جهودنا التعاونية على شعبي البلدين فحسب، بل تتجاوز حدودهما إلى ملايين الناس في شتى أنحاء العالم». وارتفعت أسعار النفط بدعم من ضعف الدولار في الجلسة السابقة وتصريحات بوتين والجبير، لكن عقود الخام ظلت في طريقها إلى تكبد أكبر خسائرها الأسبوعية في نحو ثمانية أشهر. وزاد سعر خام القياس العالمي مزيج «برنت» في العقود الآجلة 23 سنتاً إلى 45.68 دولار للبرميل لكنه اتجه صوب الهبوط 8.5 في المئة على مدى الأسبوع في أكبر خسارة أسبوعية له منذ منتصف كانون الثاني (يناير). وارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 19 سنتاً إلى 43.35 دولار للبرميل متجهاً إلى تكبد خسارة أسبوعية نسبتها تسعة في المئة.