لا يمكن الحديث عن نتيجة لقاء المنتخبين السعودي والتايلاندي دون الحديث عن بقية منتخبات المجموعة التي تتنافس فيما بينها للوصول لنهائيات كأس العالم 2018 في روسيا. نعم فاز المنتخب السعودي بهدف من علامة الجزاء بتوقيع نواف العابد ونقول له ألف مبروك، فالنقاط مهمة في مثل هذه المنافسات ولكن بقيت هناك ألف علامة استفهام حول الأداء وخلق الفرص وصناعتها وخطي الوسط والهجوم الذي لعب بلاعب واحد هو نايف هزازي بعد إصابة محمد السهلاوي، وهو ما أثار حيرتنا قبل بدء التصفيات عندما اختار الهولندي مارفيك لاعبيْن اثنين فقط لهذا المركز وتساءلنا ماذا سيحدث لو أصيب أحدهما والآخر لم يكن جاهزًا مائة في المائة كما تأكدنا من خلال مجريات المباراة؟ إذا كان الهدف هو الوصول لنهائيات كأس العالم فإن المستوى الذي شاهدناه في هذه المباراة حصرًا لم يكن مشجعًا، قياسًا على فوز أستراليا على العراق بأقل مجهود ممكن، وقياسًا على أداء المنتخب التايلاندي رغم خسارته، وقياسًا على الفوز الإماراتي التاريخي على اليابان في عقر دارها وأمام 59 ألفًا من مشجعيها وبين كل محترفيها. بالتأكيد قبل المباراة على الجميع أن يشجعوا منتخباتهم بغض النظر عن وجهات نظرهم، ولكن بالتأكيد بعد المباراة يحق لمن يفهم في كرة القدم والخبراء أن يقولوا كلمتهم حرصًا على منتخبات بلادهم وليس لإحباطها أو تكسير مجاديفها. وما سمعناه بعد المباراة كان شبه إجماع على أن المنتخب بمثل هذا الأداء قد لا يؤهله للوصول لكأس العالم وبالتالي على المدرب ومن يملك زمام الأمور في كرة القدم إيجاد الحلول وأولها طريقة اللعب وصناعة الفرص وحتى مراكز اللاعبين، والكرة السعودية ولّادة ولديها عدد هائل من المواهب ودوري قوي وإعلام رياضي هو الأقوى في المنطقة دون منازع، وحتى في وسائل التواصل الاجتماعي - وهي نوع من أنواع الإعلام والتأثير الفوري على الرأي العام - هي من الأقوى في المنطقة وحتى العالم، ولدى الكرة السعودية إرث وتاريخ كبيران يجعلان من حلم الوصول لكأس العالم أمرًا بديهيًا لمشجعيها ومحبيها وما أكثرهم. الحلول بالتأكيد ليست عند المحللين بل لدى من يصنعون القرار الكروي وأولهم المدرب وجهازه الفني واتحاد الكرة.