حينما استخدم لفظا أو تعبيرا كعنوان هذا المقال إلا أني هنا لا اعنيه بشكل مباشر، بل هو تعبير مجازي عن حالة متفاوتة من الفوضى تحتاج إلى من يضبطها، وسواء كان هذا الضابط شخصا أم ظرفا أم الاثنين معا . لو عدنا بالذاكرة لبضع سنوات من الماضي حين ارتفعت أسعار واحدة من أهم السلع الأساسية للحياة وهو الأرز الذي صاحبه ذلك التصريح الشهير الذي كان يطالبنا بتغيير عاداتنا الغذائية، قال الكثيرون: إنه بسبب ارتفاع أسعار النفط حيث وصل سعر البرميل آنذاك إلى 136 دولارا، وبالتالي فإن الدول المصدرة للأرز زادت عليها تكاليف الشحن البري والجوي، وبالتالي انعكس ذلك الارتفاع على كل تكاليفه حتى سعره للمستهلك. بعدها تغيرت الظروف والأسعار خلال تلك السنوات ووصلت أسعار برميل النفط إلى 29 دولارا أي أقل من الربع ولم تنزل الأسعار ولا حتى سنتيمترا واحدا، بل إنها ازدادت فكل السلع المستوردة، بل وحتى وطنية الصنع زادت مع أن أهم مكونات تكاليفها انخفضت. منذ 3 سنوات والناس يرددون أن العقار يعاني لكن هل وصل سعر المنازل والأراضي إلى نصف التضخم الذي كانت عليه؟ هنا لا أتحدث عن 45 عاما أو نصفها، بل اتحدث عن أقل من أربعة أعوام فقط زاد فيه كثير من السلع ما بين 20% و65% سواء كان ذلك المنتج مستوردا أم محلي الصنع. إذا فكل المبررات عن النفط وأسعاره غير صحيحة، فالارتفاع متواصل بسبب أو بدونه فهو عادة تمضي مع الزمن بغض النظر عن الظروف والأحوال. فتكاليف اليد العاملة في نفس السياق مستمرة ارتفاعا، ويعزو بعض الناس ذلك إلى أن بعض القرارات الحكومية ساهمت في ارتفاع الأسعار، وهنا اتفق اتفاقا كاملا، فقناعتي أن كل رسم مالي يفرض على أي تاجر من سيدفعه هو المستهلك وهذا أمر متوقع. فالتاجر ببساطة يضع تكاليفه ويضيف عليها هامشا للربح، وهكذا يتكون السعر، فإن زادت التكاليف ستزداد معها الأسعار، والسؤال هنا: ما الضابط الحقيقي لارتفاع الأسعار؟ حتى ما يتردد هذه الأيام عن نزول أسعار المواشي إنما هو نزول بسيط لا يتجاوز 20% لبعض الأنواع ولا يسير كما سار عليه الارتفاع الذي تضاعف فيه السعر إلى مرتين وثلاث!. ما الأسباب التي جعلت أسعار المواشي تتضاعف من 550 ريالا إلى 1650 ريالا بسرعة، بينما حين تنخفض - إذا انخفضت - فببطء شديد جدا ومن المستفيد من ذلك؟ ومن الضحية؟ وواقعيا ومنطقيا وحتى علميا حسب أبسط النظريات الاقتصادية فان نفس ظروف الارتفاع إذا انعكست تكون نفسها إلا أن الشق الأخير لم يحدث ولن يحدث وان حدث سيحدث بشكل طفيف فيا ترى من سيضبط إيقاعه؟ بإذن الله ألقاكم السبت المقبل... في أمان الله.