تسببت إشاعة تم تدوالها على نطاق واسع عبر وسائط التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين في خلق حالة من التعاطف لموقف انساني "مفتعل" بعد ان أنشئ وسما على تويتر, تلقفته كافة وسائل التواصل الاجتماعي باسم رباعي لمواطن ذكر انه يعمل في احد القطاعات العسكرية زعم الوسم انه توفي اثر تبرعه بجزء من كبده لوالده في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بالرياض, وان والده لا يعلم بالوفاة وهو بصحة جيدة , متضمنا صورة للشخص وهو في غرفة التنويم بالمستشفى قبل وفاته بحسب مفتعل الوسم. وما لبث ان شهد الوسم تفاعلا واسعا بسبب طبيعة الموضوع الانسانية بيد ان اتصالات اجرتها "الرياض" اماطت اللثام عن حقيقة الموضوع ومدى واقعيته بعد أن أكد مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بالرياض عدم وجود أي مريض او متبرع في سجلات المستشفى تحت هذه الاسم اطلاقا وان لا وجود لأي حالة وفاة لمتبرع حي بالكبد منذ انطلاقة برنامج زراعة الكبد بالتخصصي في عام 2001م. ولتبديد الاشاعة من جذورها تواصلت "الرياض" مع القطاع العسكري الذي نسب المريض المتوفي اليه وتبين ان لا سجل بهذا الاسم من بين منسوبي القطاع مطلقاً. وفي السياق ذاته, خرج احد المغردين مستنكرا منشئ الوسم في تويتر من استخدام صوره سابقة له عندما اجرى عملية جراحية وهو في احد المستشفيات منذ عامين وانه حاليا بصحة وعافية. الى ذلك اعتبر الدكتور سعد بن عبدالله المشوح استاذ الصحة النفسية المشارك بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية التغير اجتماعي السمة الظاهرة في المجتمع السعودي , وقال في تصريحات لـ "الرياض" معلقا على الحادثة : " يعد محور التقدم والتطور التقني اهم سمات هذا التغير، ونظرا للتطور المتسارع في وسائل التواصل اجتماعي والتقارب الزمني والوجداني بين شرائح المجتمع تجاه العديد من القضايا اصبحت مواقع التواصل اجتماعي وسيلة للظهور و العرض السريع لمشاكل المجتمع بل انها اصبحت اكثر فاعليه وتاثيرا على مستوى التاثير للراي العام وبشكل معرفي ووجداني مباشر. وتابع : " ما تم تداوله في مواقع التواصل اجتماعي خلال الفترة الماضيه من زعم حول فشل احد المراكز الطبية والصروح الوطنيه في مملكتنا الغالية وهو مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز ابحاث بالرياض حول وفاة من تبرع بزراعة الكبد يمثل احد اساليب التى قد يراد منها اما اظهار مستوى الخدمات الطبية المقدمة في المملكة العربية السعودية في مستوى متدن ويكون بذلك التأثير جلب اكبر قدر ممكن من التعاطف خصوصا اذا تحدثت هذه اشاعه حول وفاة صاحب القضيه .. وثانيا قد يحاول البعض وفي ظل احداث المتسارعه سياسيا وعالميا ان يكون هناك زعزعة الثقة تجاة الخدمات التى تقدم للمواطن وفي كلا الحالتين يستغل الكثيرون اوقات النفسية العصيبه التى تمر بها امه ظهار ذرائع تسئ للوحدة الوطنية. وزاد : " الدراسات النفسيه اكدت على ان استخدام التشكيك بالمقدرات الوطنيه والخدمات الحكوميه يمكن ان تكون اسلوب انجح في تغيير الكيان المعرفي وانتماء الوطني لشرائح المجتمع المختلفه". وقال ان استغلال المؤسسات الصحية والخدمية واساءه اليها وتدعيم ذلك بالصور الغير حقيقه تؤدي الى تساؤت عقلانية نحتاج من خلالها الى تدعيم قيم المواطنه والحث لعدم انسياق وراء تلك الشائعات .