محمد أحمد (القاهرة) سورة الأنفال، مدنية، عدد آياتها 75، نزلت بعد سورة البقرة، الثامنة في ترتيب المصحف، وسميت بهذا الاسم، لأنها افتتحت بآية ورد فيها اسم الأنفال وكررت فيها، وذكر فيها حكم تقسيم الغنائم في قوله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ قُلِ الْأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ...)، ولم يرد هذا اللفظ في غيرها من السور. والمراد بالأنفال، الغنائم كما روي عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والضحاك، وابن زيد، وطائفة من الصحابة. والمقصود من سؤال بعض الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم عن الأنفال هو حكمها والمستحق لها، فيكون المعنى: يسألك بعض أصحابك يا محمد عن غنائم بدر كيف تقسم؟ ومن المستحق لها؟ قل لهم، الأنفال يحكم فيها بحكمه- سبحانه- وللرسول، فهو الذي يقسمها على حسب حكم الله. وعن وجه المناسبة بينها وبين الأعراف التي تسبقها في الترتيب وبين التوبة التي تليها، انه جاء في الأعراف بيان حال الأنبياء مع أقوامهم، وفي الأنفال ذكر ما جرى بين النبي وقومه. واشتهرت السورة باسم الأنفال، وعن سعد بن أبي وقاص قال: لما كان يوم بدر قُتل أخي عمير وقتلت سعيد بن العاص، فأخذت سيفه، فأتيت به النبي فقال: اذهب فاطرحه في القبض «الموضع الذي تجمع فيه الغنائم»، فرجعت وبي ما يعلمه إلا الله من قتل أخي وأخذ سلبي فما جاوزت قريباً حتى نزلت سورة الأنفال، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فخذ سيفك»، وعن سعيد بن جبير قال: «قلت لابن عباس: سورة الأنفال؟ قال: تلك سورة بدر. وأطلق عليها بعض الصحابة «سورة بدر»، كما ذكر السيوطي في «الاتقان» واستدل بما رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس انه قال تلك سورة بدر، وذكر هذا الاسم الفيروز أبادي، وقال لأن معظمها في ذكر حرب بدر، وعن عبادة بن الصامت قال فينا معشر أصحاب بدر نزلت، حين اختلفنا في النفل، وساءت فيه أخلاقنا، فنزعه الله من أيدينا، فجعله إلى الرسول، فقسمه بين المسلمين على السواء، وكانت غنائم غزوة بدر الضخمة، حافزاً لسؤال بعض المؤمنين عن حكمها.