في كتاب «منطق الضبابية والعلوم الإنسانية والاجتماعية» (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات)، تُقدّم الباحثة السورية شهيرة شرف مقاربة نظرية - تطبيقية لمنطق الضبابية حيث تختلط الخبرة بالحدس. يتألف الكتاب من أربعة فصول، ومقدمة كتبها يوسف سلامة، يحكي فيها عن أهمية هذا العمل البحثي الذي استغرق إعداده سنوات كثيرة حتى بدا حين نشره عملاً طليعياً ورائداً وفريداً في مجال البحوث المنطقية النظرية وفي مجال تطبيق هذا المنطق في الحياة الواقعية وفي ظواهر ملموسة في حياة الناس والمجتمع. في الفصل الأول «الجذور التاريخية لمنطق الضبابية» تركّز الباحثة على ملامح الضبابية وترصده تاريخياً عبر دراسة المنطق الأرسطي والمنطق المتعدّد القيم وتطور العلوم الفيزيائية والرياضية وغيرها. وفي الفصل الثاني، وعنوانه «مسوّغات استخدام منطق الضّبابية»، تكشف شرف الأسباب التي تجعل من استخدام هذا المنطق أكثر ملاءمة من استخدام المناهج التقليدية. وتقارن بين الاحتمالية والضّبابية، لا سيما أن أنصار الاحتمالية كانوا أكثر من انتقد الضّبابية. يبحث الفصل الثالث في «مكوّنات منطق الضّبابية»، بغية الكشف عن جانبين في منطق الضّبابية: النظري المنطقي، والتطبيقي التقني. يتناول الجانب النظري أدوات المجموعات الضّبابية وتوابع الانتماء الضبابي والمتغيّرات اللغوية والعلاقات الضّبابية - من زاوية نظرية منطقية - ويكشف عن الفروق بين الانتماء إلى المجموعات الضّبابية والانتماء إلى المجموعات التقليدية. أما الجانب التطبيقي التقني فيهتم بكيفية استخدام هذه الأدوات في الاستدلالات الضّبابية لتوظيفها في بعض التطبيقات التقانية، للإضاءة على مزايا منطق الضّبابية. وفي الفصل الرابع والأخير «منطق الضّبابية أداة منهجية في العلوم الإنسانية والاجتماعية»، تغوص الكاتبة في استخدام الضّبابية بوصفه أداة منهجية في العلوم الإنسانية والاجتماعية، أكثر مهارة في معالجة البيانات المتعلقة بالظواهر الغامضة والمعقدة.