×
محافظة المنطقة الشرقية

القبض على مشجع نصراوي رفع علم اليمن في المدرجات

صورة الخبر

تدفع الولايات المتحدة الأمريكية ثمن سياستها التي اتبعتها خلال العقدين الماضيين في منطقة الشرق الأوسط تراجعا واضحا لدورها في المنطقة وحجم نفوذها فيها، وهو دور ونفوذ شاغر مهيأ أن تحتله روسيا، خصوصا في ظل بحث بعض الأنظمة العربية عن تحالفات جديدة تعوض من خلالها ما لمسته من خذلان السياسة الأمريكية لها أو تناقض توجهاتها لمصالحها القومية، ولعل زيارة وزير الدفاع المصري المشير السيسي خير دليل على ذلك، كما أن الاستقبال الذي حظي به في موسكو ومباركة الرئيس الروسي لترشحه للرئاسة المصرية دليل واضح على حرص روسيا على تعويض الدور والدعم الأمريكي لدول المنطقة. أمريكا تدفع الثمن غاليا لسياستين متناقضتين اعتمدتهما في المنطقة خلال عقدين من الزمن، انتهت السياسة الأولى بما يكاد يشبه الفشل، وتبدو السياسة الثانية قريبة من فشل مماثل، زجت أمريكا بنفسها كقوة عسكرية في مناطق مهيأة للانفجار في الشرق الأوسط، وخاضت حروبا ملتبسة الغايات في أفغانستان وفي العراق وفق أجندة لا تخلو أهدافها المعلنة عن أهداف مضمرة، وإذا كانت قد نجحت في إسقاط النظام المتطرف في أفغانستان والنظام القمعي في العراق، فإنها لم تنجح في استئصال الإرهاب في أفغانستان، كما لم تنجح في التأسيس لنظام ديموقراطي في العراق، وانتهى أمرها إلى الانسحاب من العراق وتركه نهبا للفوضى، وبدء الانسحاب من أفغانستان وتركه لفوضى أشد. وعلى نقيض سياستها تلك، انتجت أمريكا سياسة أخرى في المنطقة تمثلت في السلبية الواضحة والموقف المتردد، وذلك ما بدا جليا في موقفها من الأزمة السورية، وكذلك من المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية، والبرنامج النووي الإيراني، وقد ظهر جليا من خلال الملفات الثلاثة أن أمريكا غير قادرة أو غير راغبة في الوفاء بالتزاماتها تجاه المنطقة، فضلا عن أن تكون قادرة على تنفيذ تهديداتها التي تلوح بها على هذا الصعيد أو ذاك. فشل القوة الأمريكية مرة، والسياسة الأمريكية مرة أخرى لا يضعف الدور الأمريكي فحسب، بل يمنح الدول التي ظلت صديقة لأمريكا خلال عقود طويلة أن تبحث لنفسها عن صداقات وشراكات أخرى في ضوء سياسة عالمية تؤكد دائما، على مبدأ أنه ليس هناك صداقات دائمة، وإنما مصالح دائمة.