عقدت مساء أمس ندوة بعنوان «التحولات السياسية في الوطن العربي.. رؤية من الداخل وتجربة السلطة والحكم» والتي تندرج في المحور الرئيس لموضوع ندوة حركات الإسلام السياسي والوطنية وذلك ضمن البرنامج الثقافي المصاحب لفعاليات الجنادرية 29 المقام في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات. وشارك في الندوة التي أدارها محمد رضا نصر الله كل من دولة الدكتور محمود جبريل من ليبيا، والدكتور ثروت الخرباوي من مصر ، والدكتور محيي الدين أتامان من تركيا، والدكتور مهدي مبروك من تونس، وأيمن الصياد من مصر، والدكتور نجيب غلاب من اليمن. واستهل فعاليات الندوة الدكتور محمود جبريل بالثناء والشكر للقائمين على تنظيم المنتدى الثقافي للمهرجان ، ولحكومة المملكة التي تولي جل اهتمامها بالقضايا العربية والشأن الإسلامي . وقال إن حركات الإسلام السياسي ظهرت في ظل تراجع المشروع القومي العربي، وفشل الدولة القومية بعد الحرب العالمية الثانية ، وظهور تجليات بما يعرف بالعولمة الحديثة وتداعياتها ، إضافة إلى تراجع قيمة الخوف من السلطة لدى جيل الشباب الذي يشكل 67 بالمائة من سكان المنطقة العربية، ويشكو تدنيا في التعليم وتفشي البطالة بشكل مخيف جدا ، مما أظهر تلك القيم التي أشعلت فتيل الثورات العربية والتي لم تكن في جيل الستينيات ، كما أن تراجع دور المؤسسات الأسرية ، والتعليمية والتربوية ، والدينية ، والإعلامية التي أصبحت في نظر الشباب مؤسسات نمطية لا تعكس طموحاتهم ، مما زاد الطين بلة حين أوقد فتيلها الشباب دونما قيادة تنظمها وتضع رؤية مستقبلية لها في الحكم بعد سقوط الأنظمة القديمة. وأشار الدكتور جبريل في ورقته إلى أن المشروع الأمريكي الداعي الى استراتيجية الاحتواء بدلا من استراتيجية المواجهة جاء ليحقق للجماعات الإسلامية أهدافها في اعتلاء سدة الحكم في مصر وتونس وليبيا ، وذلك بعد أن علم أن الشباب في تلك الدول العربية التي شهدت ثورات لم يكن لديهم مشروع للحكم وليس لديهم رؤية ولا قيادة تسير بهم إلى الطريق الداعي الى نبذ السلطة الدكتاتورية وسلطة التوريث ، واصفا حركة الإخوان المسلمين بالسلطوية التي تريد إسقاط النظام السابق دونما أن تقدم مشروعا مجتمعيا يهتم بالمواطن وبتنميته.