×
محافظة المنطقة الشرقية

القبض على يمني بتهمة استفزاز مدرب الهلال

صورة الخبر

لم يكره (هتلر) أحدا في حياته قدر كراهيته للزعيم البريطاني (تشرشل)، وقلما كانت تأتي خطبة من خطبه دون أن يتعرض له، ويصفه دائما بالرجل السمين الأصلع السكير المدخن نؤوم الضحى، وكل هذه الصفات تنطبق على تشرشل تماما، فهو فعلا سمين وأصلع ولا تمر عليه ليلة دون أن يتناول أقداحا من (الويسكي)، كما أن (السيجار) لا يفارق شفتيه، ومن النادر أن ينهض من فراشه قبل الساعة 12 ظهرا، بل إن أكثر التقارير يقرأها وهو متلحف في سريره وكذلك أخطر خطبة كتبها وهو متمدد في ذلك المكان المريح. وعندما اجتاح هلتر بجيوشه أوروبا الغربية بكاملها إلا من بعض التناتيف، وقف تشرشل كالشوكة في حلقه، وخطب خطبته الشهيرة في مجلس العموم، ولم يعد شعبه بالوعود الجوفاء، ولم يصف خصمه بالرجل الخرع، ولم يقل لألمانيا أن تشرب بحر المانش وإذا لم يكفيها فعليها أن تشرب المحيط الأطلسي، ولكنه وعد شعبه بالمزيد من الدم والعرق والدموع والصمود كذلك، وهو الرجل الذي اخترع علامة النصر الشهيرة عندما كان يرفع دائما أصبعيه في الهواء مشكلا حرف (v). ويقال إنه عندما سمع بخبر تدمير الأسطول الأمريكي في (بيرل هاربر) من قبل اليابانيين، يقال إنه رقص فرحا لأنه تيقن أن أمريكا سوف تدخل الحرب لا محالة، واحتفالا منه بذلك شطب ليلتها وحده على زجاجة كاملة من (جنى ووكر) سك، ولم يتعتع. وفي أقسى مراحل الحرب العالمية الثانية التي ذهب ضحيتها أكثر من 50 مليون قتيل، وعندما كانت الطائرات الألمانية تدك بالقنابل يوميا لندن بدون توقف، وحصل نقص هائل بالمعادن لصناعة الطائرات الحربية، أهاب ذلك الرجل السكير بالنساء البريطانيات للتبرع بأواني الطبخ التي في منازلهن للمجهود الحربي، وأن تكتفي كل ربة بيت (بطنجرة) أو قدر واحد لتغذية أطفالها، وفعلا تسابقت النساء للتبرع بكل القدور وحتى الملاعق والشوك، والسكاكين تبرعن بها إلى درجة أن أغلب السكان أصبحوا يأكلون بأيديهم. وبدأت الأفران الكبيرة تصهر في جوفها ملايين القطع والأواني لتحولها إلى صفائح معدنية ثم تحولها بالتالي إلى طائرات (Spir Fire)، التي كانت مفاجأة للألمان في سرعتها وقدرتها على المناورة والقتال. وقال تشرشل بعدها قولته الشهيرة: إن هذه الطبخة هي ألذ طبق قدمته نساء بريطانيا في هذه الحرب، ولكنه طبق يحمل السم الزعاف. (اهب) عليك يا تشرشل!! أجمل ما في الموضوع أنه رغم عظمة ذلك الرجل المنتصر، فإنه سقط في أول انتخابات بعد أن وضعت الحرب أوزارها، وخرج مقتنعا وهو مازال يرفع أصبعيه، مفسحا المجال لغيره. وهذه هي حلاوة لعبة الديموقراطية العجيبة.