×
محافظة المنطقة الشرقية

«السلمان» من مأمور علاقات عامة إلى «وكيل وزارة»

صورة الخبر

جبريل باسولي سياسي بوركينابي؛ تولى وزارة خارجية بوركينا فاسو مرتين فأصبح من أهم كبار الدبلوماسيين في غرب أفريقيا. عمل وسيطا دوليا في العديد من الأزمات، ثم اعتقلته سلطات المرحلة الانتقالية في بلاده بتهمة تدبير انقلاب لقلب نظام الحكم عام 2015. المولد والنشأة وُلد جبريل ييبّيني باسولي يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني 1957 في قرية نونا بإقليم كوسي شمال غربي بوركينا فاسو، وتربى في أسرة عُرفت بالنشاط في مجال الخدمة الاجتماعية، فقد كانت والدته تُعيل عشرات الأيتام. انعكس ذلك في شخصيته حين تطوع -وهو في سن العاشرة- ليكون معالجا مساعدا مع والده الممرض في مستوصف محلي. ثم التحق بالحركة الكشفية الشبابية فترقى فيها سريعا حتى حاز رتبة "قائد وحدة" وهو في عمر السابعة عشرة. الدراسة والتكوين درس باسولي المراحل التعليمية الأولية في مسقط رأسه "نونا" خلال 1963-1975، وفي هذه السنة التحق بالمدرسة العسكرية في مدينة كاديوغو، ثم انخرط بعد نيله الباكالوريا سنة 1978 في قطاع الدرك برتبة ضابط. خضع لتكوين الضباط خلال 1979-1982 في الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس في المغرب، وأتبع ذلك بعدة تكوينات عسكرية في كل من ساحل العاج وفرنسا. وحصل 1990 على دبلوم الدراسات العليا للدرك، وعلى شهادة البكالوريوس في القانون عام 1992. الوظائف والمسؤوليات تولى باسولي مسؤوليات عسكرية مهمة ومناصب سياسية ودبلوماسية رفيعة؛ فقد عمل قائدا لسرية الدرك في أكبر مدينتين في البلاد هما العاصمة واغادوغو وبوبو-ديولاصو، ثم صار ملحقا في قيادة الأركان الخاصة برئيس الجمهورية، وبعدها شغل منصب قائد القيادة العليا للدرك. وفي المجال السياسي تقلد باسولي عدة مناصب سامية بعد أن أصبح من أقرب الشخصيات للرئيس المخلوع بليز كومباوري، فقد تولى وزارة الداخلية مدة سبع سنوات (2000-2007)، وفي السنة الأخيرة تقلد منصب وزير الخارجية ما بين 2007-2008، ثم عاد إليه مرة أخرى خلال 2011-2014. اختير في 30 يونيو/حزيران 2008 رئيسا لفريق الوساطة الأفريقي الأممي لحل أزمة دارفور في السودان حتى يونيو/حزيران 2011، كما كان وسيطا لحل الأزمة السياسية في مالي وإجراء مفاوضات بشأنها عام 2012. 4493002684001 e91e2d95-5be2-47f9-8d3e-1be5a9230c11 e852421f-0fc5-4cd2-95f8-ca85b5bf0f98 video التجربة السياسية لم يكن حضور باسولي في المشهد السياسي المحلي لافتاً أثناء فترة حكم الرئيس كومباوري، رغم نفوذ الأول والعلاقات الوطيدة التي نشأت بين الرجلين. كان باسولي رجل كومباوري الأبرز الذي أوكل إليه القضايا المتعلقة بالوساطات الإقليمية وملفات السياسة الخارجية خلال فترة حكمه، ولذا ظهر اسم الرجل وسيطا رئيسيا لبلاده في العديد من الأزمات الأفريقية في النيجر وساحل العاج ومالي. سطع اسمه في الدبلوماسية الأفريقية بعد نجاحه بوصفه وسيطا مشتركا بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في إقناع أطراف الأزمة في دارفور بالسودان بإنهاء النزاع المسلح، عبر توقيعهم اتفاق الدوحة في فبراير/شباط 2010 برعاية ومساع قطرية استمرت سنوات. وفي 9 مايو/أيار 2013 أصيب باسولي بنوبة إغماء فقد فيها وعيه لحظات خلال مؤتمر صحفي عقده مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بالعاصمة التركية أنقرة، وكان المؤتمر يبث مباشرة على شاشات التلفزيون، فبادر أوغلو ومسؤولون آخرون بالتدخل لمنعه من السقوط ثم نُقل إلى المستشفى للعلاج. رُقي باسولي إلى رتبة جنرال سنة 2013 فأثار ذلك الكثير من الجدل في المشهد السياسي المحلي، باعتبار أن الرجل لم تعد له علاقة فعلية بالمؤسسة العسكرية بعد أن تولى مسؤوليات سياسية كبيرة في السلطة. وبعد تنحي رئيس البلاد كومباوري عن السلطة يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول 2014 بضغط من احتجاجات شعبية غاضبة أثارتها مساعيه لتعديل الدستور والبقاء في الحكم؛ تقدم باسولي بملف ترشح لرئاسة الدولة. رفضت المحكمة الدستورية ترشحه بناء على قانون أصدره المجلس الوطني الانتقالي الذي حكم البلاد بعد الإطاحة بكومباوري، يمنع المقربين منه من الترشح للانتخابات الرئاسية والتشريعية. اتهم باسولي بالمشاركة في المحاولة الانقلابية الفاشلة التي قادها قائد الحرس الرئاسي السابق الجنرال جلبرت ديانديري أواخر سبتمبر/أيلول 2015 ضد سلطات المرحلة الانتقالية. اعتقلته السلطات لحظتها قائلة إنها رصدت "مكالمات هاتفية مشتبهة" جرت بينه وبين رئيس الجمعية الوطنية في ساحل العاج غيوم سورو، كانا "يتحدثان" فيها عن "تفاصيل التخطيط للانقلاب وآليات دعمه".