أعلنت الهيئة العامة للبيئة اعتزامها إطلاق حملة وطنية لحماية وإعادة تأهيل بعض المواقع في الجزر الجنوبية (كبر وأم المرادم وقاروه) على أن تبدأ أولا في جزيرة (كبر) قريبا. وقال المدير العام للهيئة الشيخ عبدالله الأحمد اليوم الثلاثاء إن الهيئة تعقد اجتماعات يومية مع مختلف مؤسسات الدولة وآخرها مع معهد الكويت للأبحاث العلمية والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب استعدادا لتجهيز هذه الحملة التي يتم تجهيزها حاليا. وأضاف الأحمد أن الهيئة استهدفت جزيرة (كبر) لأنها أكثر جزيرة يزورها مرتادو البحر نظرا إلى قربها ومساحتها الكبيرة وتنوعها الإحيائي مما أدى إلى تعرضها لكثير من الانتهاكات والأضرار، مؤكدا ضرورة إشراك مؤسسات الدولة وتعاونها في رفع الأحمال البيئية الضخمة عنها. وأوضح أن (كبر) من أجمل الجزر الكويتية وتعد مقصدا سياحيا يحتاج إلى عناية فائقة بغية المحافظة على الحياة الفطرية فيها خصوصا أنها تزخر بالشعاب المرجانية وتعتبر ملاذا للطيور البحرية النادرة لاسيما (الخرشنة). وذكر أن (كبر) تشهد حملات لتنظيف شواطئها وشعابها المرجانية بمشاركة عدة جهات بهدف توعية رواد الجزيرة بضرورة الاهتمام ببيئتها الحساسة وحمايتها من الملوثات لكنها مع ذلك غير كافية بالنسبة للجزيرة التي تعاني ضغطا وتحتاج مزيدا من العناية ومن هذا المنطلق ستطلق هيئة البيئة الحملة. وبين أن هناك دراسات بيئية وعلمية أكدت وصول الحمل البيئي للجزر الجنوبية إلى مستويات عالية تفوق استيعابها حيث تشهد مئات القوارب في عطلة نهاية الأسبوع وبناء على ذلك ارتأت الهيئة إيلاء أهمية لعمل مشاريع عدة ومنحها الأولوية للتخفيف من الأعباء البيئية وصولا إلى إدارة الجزر بشكل أفضل. وأفاد الأحمد بأن الاجتماع ثلاثي الأطراف بين هيئتي البيئة والتطبيقي ومعهد الأبحاث يعكف على تجهيز باحثين ومتخصصين بالشعاب المرجانية لدراسة وضعها هناك وحمايتها وفق الإجراءات العلمية والأنظمة الدولية نظرا إلى تأثرها الشديد بترسب التربة والطمي وتدهورها. وأكد أن (التطبيقي) ومعهد الأبحاث هما الذراعان البحثيان الرئيسيان للهيئة في اتخاذ القرار البيئي المناسب والمدروس، مبينا أنه سيتم عقد اجتماعات مكثفة في هذا الشأن خلال أيام لوضع الحلول المباشرة والعاجلة التي ستطبق قريبا. وقال إن الحملة تستهدف أيضا جزيرتي (أم المرادم) و(قاروه) بعد (كبر) لأنهما جزيرتان مرجانيتان تعانيان ضغطا من قبل فرق الغوص والشركات والمرتادين حيث سيتم وضع مزيد من المرابط البحرية هناك لوقف رمي السنن و(الباورة) واتخاذ بعض الإجراءات التي ستحسن البيئة الطبيعية هناك وتخفف الأعباء البيئية عنها.