×
محافظة المنطقة الشرقية

«العمل» تواجه تصحيح العمالة البنجلاديشية بتهيئة الموظفين

صورة الخبر

ماج موقع تويتر وهاج الأسبوع الماضي بوسم ظريف تحت عنوان «الذئبة البشرية»، ومصدر طرافة الموضوع أن تداول الوسم/المصطلح حُمل على طرفي نقيض، ففي حين أخذ مطلقو الوسم أمره بجدية شديدة ووضعوا تحته كثيراً من الأفكار التي تتعلق بالمرأة المتبرجة والمتحررة والتحذير من نياتها السيئة والفاسدة، إلى درجة أن وصفها أحدهم في تغريدة بقوله «الذئبة البشرية تنادي وترغب بقانون منع التحرش لأنه يكفل لها علاقات الحب وممارسة الرذيلة وتكره الهيئات لأنها تمنعها من الاستعراض الفاجر» في مقابل هذا الهجوم الضاري أخذت فئة أخرى الموضوع بسخرية لاذعة وقامت بابتكار نكت وطرائف على المصطلح توازي في تهكمها المصطلح القديم الذي كان يطلق على الشباب ويسميهم «الذئاب البشرية». فتجد تغريدة ساخرة عن الذئبة البشرية تشخصها بأنها «تحب تتعرف دون رغبة جادة في الزواج.. ناسية أن الدنيا دوارة وأن عندها إخوان وحيصير عندها أولاد» ويضيف آخر ساخراً كذلك «أنا شخصياً تعرضت لابتزاز من ذئبة بشرية أوهمتني بالحب ووعدتني بالزواج ولم يحل الموضوع إلا في أقسام الشرطة». هذه السخرية اللاذعة هنا والهجوم الضاري هناك يحملان دلالات تستحق التأمل وتعطينا مؤشراً على التحول المجتمعي الذي وصلنا إليه فيما يخص المرأة تحديداً. فلو تفحصنا مفردات الفئة التي هاجمت المرأة في هذا الوسم تجدها تضعه ضمن إطار حملة أوسع تربطه بقانون منع التحرش المنتظر، والاختلاط، وتأنيث المحلات، وقيادة السيارة. ويتم وضع كل هذه الأحداث في سلة التحريم والتحذير من خطرها الشديد، ولو ألقينا نظرة عن قرب لوجدنا أن الرابط المشترك بين هذه المعطيات جميعها هو مساحة استقلال المرأة وزيادة حضورها في الحياة العامة التي يتم تصويرها دائماً على أنها ضد الإسلام. هذه الحملة وإن بدت تقليدية في الظاهر إلا أنها تحمل علامات تحول عميقة في أسلوبها. أولى هذه العلامات هو الاعتراف بأن مساحة حضور المرأة في المجتمع قد توسعت وأن النقاش لم يعد محصوراً في نوع اللباس وشكله بل أصبح يناقش قضايا أكثر جوهرية تتعلق بوجود المرأة كشريك في الحياة العامة وند للرجل تكافح للحصول على حقوق أساسية لم يكن مجرد التفكير فيها ممكناً قبل سنوات. الحملة أيضاً تعكس إحساس الريبة والفزع من تلك المكتسبات التي غيرت مفهوم التعامل مع المرأة ككائن ضعيف تتوجب حمايته أو كمصدر للفتنة ينبغي عزله إلى خصم عنيد يتطلب المواجهة والتحذير منه. فبالتالي تحول الخطاب من «اختاه احذري الذئاب البشرية» إلى أن تصور هي ذاتها كذئبة بشرية. على الجانب الآخر نجد جرعة عالية من الثقة في النفس عند المرأة موضع الهجوم ودرجة من اللامبالاة بل والسخرية من ذلك الهجوم على الرغم من تصويره لها كمنتهكة للفضيلة وحرمة الدين مما يعد علامة على تراجع هيبة ذلك الخطاب وميل فئة عريضة من الناس إلى التفريق بينه وبين جوهر الدين الحقيقي، ربما لانفصاله عن الواقع أو لإيمان الناس المتزايد بأنه خطاب يفتقر إلى الحجة والبرهان ويراهن على العاطفة والتهويل دون تقدير حقيقي للمصلحة والمفسدة. ترى هل سنشهد مزيداً من المواجهات في المستقبل؟ وما تأثيرها على المجتمع؟ لننتظر ونرى!