تونس - (أ ف ب): أعلنت وزارة الدفاع التونسية مقتل ثلاثة جنود واصابة سبعة آخرين في «هجوم ارهابي» استهدف أمس الاثنين دورية عسكرية في جبل سمامة من ولاية القصرين (وسط غرب) الحدودية مع الجزائر. وقال العقيد بلحسن الوسلاتي الناطق الرسمي باسم الوزارة للقناة الاولى من التلفزيوني الرسمي ان «ارهابيين» هاجموا باستعمال «شحنة كبيرة من المتفجرات» دورية عسكرية كانت «تؤمن عمال شركة مدنية لتعبيد الطريق بجبل سمامة» ما أسفر عن استشهاد ثلاثة جنود واصابة سبعة آخرين. وأوضح ان أحد الجرحى «اصيب بشظية والبقية حالتهم مستقرة». واضاف ان الجيش أطلق النار على المهاجمين «ومنعهم من الاقتراب من عربات عسكرية وتفجيرها» وأصاب منهم «اثنين على الاقل ونحن متأكدون ان فيهم وفيات نتيجة رد فعل الوحدات العسكرية الذي كان مركزا». واوضح ايضا انه «تم حجز حقيبة متفجرات كانوا ينوون ان يفجروا بها عرباتنا واضطروا الى ان يتخلوا عنها وينسحبوا بعد اصابتهم». وقال ان «المدنيين العاملين في الشركة تم تأمينهم بالكامل واخلاؤهم من منطقة العمليات». ويتحصن في جبال ولايات القصرين (وسط غرب) وجندوبة والكاف (شمال غرب) الحدودية مع الجزائر، مسلحون تابعون لـ«كتيبة عقبة بن نافع» المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، بحسب السلطات التونسية. وخططت الكتيبة، وفق السلطات، لتحويل تونس الى «اول إمارة اسلامية في شمال إفريقيا» بعد الثورة التي أطاحت في 14 يناير 2011 بنظام الدكتاتور زين العابدين بن علي. وزرعت الكتيبة العديد من الالغام في مناطق جبلية غرب تونس لمنع تقدم قوات الجيش. ومنذ 2011 وحتى اليوم، قتل في تونس أكثر من 100 بين عسكريين وأمنيين و59 سائحا اجنبيا و18 مواطنا في هجمات لجماعات جهادية مسلحة أو في مواجهات بين هذه الجماعات وقوات الامن والجيش، أو في انفجار ألغام زرعت بمناطق جبلية. ومن جانب آخر تسلمت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة يوسف الشاهد مهامها الاثنين في تونس خلفا لحكومة الحبيب الصيد التي سحب منها البرلمان الثقة في 30 يوليو الماضي إثر انتقادات كبيرة بعدم الفاعلية في إنعاش الاقتصاد ومكافحة الفساد. وجرت مراسم لتسليم السلطة في قرطاج، شمال العاصمة بحضور اعضاء حكومتي الشاهد والصيد والأحزاب والمنظمات الوطنية الموقعة على «اتفاق قرطاج» وهو وثيقة تضبط اولويات عمل حكومة الوحدة الوطنية ومنها مكافحة الارهاب والفساد وانعاش الاقتصاد. وقال الحبيب الصيد في خطاب بالمناسبة «اتمنى ان تدوم هذه الحكومة، بلادنا لم تعد تحتمل تعاقب الحكومات. اسوأ شيء لهذه البلاد هو ان نغير الحكومة كل عام أو عام ونصف». ومنذ الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي مطلع 2011، تعاقبت على تونس ثماني حكومات وسبعة رؤساء حكومة. وأضاف الصيد «اتمنى ان تواصل هذه الحكومة (عملها) الى الانتخابات (العامة) القادمة (نهاية 2019) وإن لم تواصل فهذه مشكلة». وأصبح يوسف الشاهد الذي سيبلغ 41 عاما في 18 سبتمبر المقبل، أصغر تونسي يرأس حكومة في تاريخ تونس منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1956. والشاهد قيادي في حزب نداء تونس الذي اسسه في 2012 الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، وكان وزير الشؤون المحلية في حكومة الحبيب الصيد. وتتكون حكومة يوسف الشاهد من 26 وزيرا بينهم ست نساء، و14 وزير دولة بينهم امرأتان. وكان 11 من هؤلاء أعضاء في حكومة الحبيب الصيد، وقد حافظ سبعة منهم على نفس حقائبهم وهم وزراء الدفاع والداخلية والخارجية والسياحة والنقل والتربية والتجهيز. وتضم حكومة الوحدة الوطنية وزراء مستقلين وآخرين ينتمون الى ستة أحزاب هي «نداء تونس» وحركة النهضة الاسلامية وكلاهما يحظى بغالبية مقاعد البرلمان، و«آفاق» (8 مقاعد) و«المبادرة» (3 مقاعد) و«الجمهوري» (مقعد واحد) و«المسار» (غير ممثل في البرلمان). كما تضم قياديين سابقين في الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) هما عبيد البريكي وزير الوظيفة العمومية والحوكمة ومحمد الطرابلسي وزير الشؤون الاجتماعية.