في السبت من كل أسبوع، يجتمع 10 أشخاص من نزلاء المشافي النفسية أو من سبق لهم أن عولجوا فيها، لتقديم برنامج في مستشفى كاشتشنكو في موسكو. تتراوح أعمار المشاركين في البرنامج بين العشرين عاماً والخمسين، وهم يتحدثون بطلاقة، لكن أياً منهم لا يقبل الإفصاح عن اسمه الحقيقي. يقول ميخائيل لارسوف: لا أكشف عن وضعي للجميع، رغم أن بوحي لأصدقائي بمرضي النفسي لم يجعل أحداً منهم يبتعد عني. ويلطف مقدم البرنامج دانيل، الأجواء ببعض المزاح، ويقول: فلنكن صريحين، لا أحد منا يعرف ماذا يجري داخل رأسه، فكيف لنا أن نحاول شرحه للآخرين. ودانيل صحفي عمل في كبريات الصحف الروسية، لكنه يشعر دائماً أن هناك جداراً كبيراً بينه وبين باقي الناس. وعمل ميخائيل أيضا في مجال الصحافة، وتحديداً في محطة إذاعية، وغاب عن عمله مدة كان يتلقى خلالها العلاج النفسي، ولما عاد أبلغه المسؤولون أنه طرد من وظيفته. يقول: هذه الإذاعة أنقذتني، أنا قادر الآن على مواصلة عملي الصحفي. ويصف البعض هذه الإذاعة بأنها كانت سفينة النجاة لهم من الانهيار النفسي، مثل نيكولاي فورونوفسكي الذي يقول: بدل البقاء مكتئباً لا أفعل شيئاً، ها أنا أقدم شيئاً مفيداً.