تقول العرب من الحب ما قتل، وصوروا الحب الجارف بالجنون، فهو غير عقلاني ولا يتصف بشيء من التفكير الإيجابي تجاه المحب ولا من يحبه، تلك هي قصة الأهلي. فالكيان الذي يبذل على الفئات السنية ويؤسس العمل بصورة نموذجية لا يختلف عليها العقلاء، فيهتم بصناعة البراعم في أكاديمية جهزت لتواكب أحدث مثيلاتها، ونتاجها واضح في مواهب تعطي جمالاً وإبداعا على المستطيل الأخضر. وكي نبرهن على صدق ما نقوله فتشوا في أسماء فرق دوري جميل، واذهبوا لفرق دوري ركاء وستجدون أين نشأت وترعرعت، فلماذا لم تؤتِ أكلها وباتت ثمارها خارج حوض من غرسها، وذهب يتعب من أجل أن تكبر وتنمو. العام قبل الماضي شارف الحلم على التحقق وظهرت شخصية الفريق كبطل، قوة وتكتيك، نال وصيف الدوري وثاني آسيا، فلماذا انهار البناء ولم يتم الحفاظ على تلك الهوية؟ من الذي ينخر داخل الجسد؟ هل هو فكر عقيم، أم حب لا يقدم سوى العاطفة؟ نعم، يجب أن ندرك أن الحب ليس كافيا لأن ينجح المحبوب في كنفك وفي ظل رعايتك، أنت تحب ولكن لا تعرف سبيل النجاح، لا عيب ولا ضير في هذا، فلماذا لا تستأجر القوي الأمين، لماذا لا تحضر الخبير القادر؟ هنا فقط نستطيع القول إن العقلانية حضرت وإن البناء سيكتمل، فالأهلي تاريخ ومجد قائم، ومن يختزل هذا المجد في فكره وفي رعايته يجب أن يقدم يداً لمصافحة تلك القامة ويذهب بها مرفوعة، هل من الحكمة أن يحضر لاعب كي ينفذ برنامج تخسيس؟ هل لا يوجد سواه؟ أسئلة ملأت بها المقال حتى خجلت من القارئ، حتى لا يتبادر إلى ذهنه أني أكتب أسئلة اختبار، لا مناقشة حال كيان سقط بفعل الحب القاتل، الحب الجارف، مدرب يحضر والفريق نجومه هم الأبرز فتبدأ رحلة الإقصاء واحداً تلو الآخر، فيكتور النجم الأبرز والهداف الكبير يخرج من النادي بصورة لا تعكس سمة الرقي التي يفاخر بها عشاق قلعة الكؤوس، لماذا وكيف يحصل هذا؟ أين الاستشارة؟ وأين الفكر المنظم لعملية البناء والمحافظة على سمعته من مثل هذه السقطات التي لا تخدش في مثاليته. هذا الكيان مدرسة خرجت أكاديميين صقلوا تجاربهم في العالم وأبحروا في غماره، فأين هم من وكلاء التعاقدات؟ أبرزهم من نتاج بيئته الخلاقة فلماذا هجروه بخلاف من تولوا مناصب في المنظومة الرياضية؟ لماذا العمل الإداري داخل الكيان سر مغلق؟ أين أرباب القلم القريبين من القلعة الخضراء كي يخبرونا عنه، ويناقشوه بعين المحب الخبير حتى يستوي الزرع ويحين حصاده. لم تنتهِ الكلمات ولا الأسئلة التي لا جواب لها، غير أن المشكلة أكبر من تلك الكلمات، فمتى نرى نقاشا حضاريا صريحا داخل النادي ينهي أزمة الصوت الواحد؟ ويبدأ بمرحلة الكيان لمن يسير به في دروب النجاح وطريق البطولة!!