×
محافظة المنطقة الشرقية

البوركيني يدخل مقر الأمم المتحدة

صورة الخبر

كان عشرات الشبان البهائيين والمسلمين يختتمون برنامجاً ثقافياً نظّمته مطلع الشهر الجاري، مؤسسة نداء للتعايش في صنعاء، حين دهمت المكان قوة أمنـــية واقــــتادت 65 شخصاً منهم الى جهاز الأمن القومي (الاستخبارات) في أكبر عملية اعتقال تستهدف بهائيي اليمن. ويربط الناشط البهائي اليمني عبدالله العلفي، بين الاعتقالات غير القانونية التي نفذت يوم 10 آب (أغسطس) الجاري ومحاكمة الناشط البهائي الأبرز حامد بن حيدرة الذي تعتقله السلطات منذ 2013. ويقول العلفي لـ «الحياة»، أن عجز السلطات عن إدانة بن حيدرة ربما قادها الى تنفيذ هذه الاعتقالات في محاولة منها للحصول على دليل، مستدلاً بوقوع المداهمة عشية انعقاد جلسة كانت مقررة لمحاكمة بن حيدرة وبعد مرور تسعة أيام على تدشين البرنامج الثقافي الذي نظّم بعلم السلطات. وينصّ الدستور اليمني على أن الإسلام دين الدولة والمصدر الوحيد للتشريعات، كما يحظر القانون التبشير بديانات أخرى ويعتبر المتحول من الدين الإسلامي الى دين آخر مرتداً، وهي جريمة عقوبتها الإعدام، كما لا تحوز الديانات غير الإسلامية تمثيلاً في مراكز صنع القرار. وحتى نهاية الأسبوع الماضي، أفرج عن معظم المعتقلين وأبقي 14 بينهم امرأة رهن الاعتقال. وأفادت مصادر مطلعة «الحياة»، بأن الإفراج كان مشروطاً بتقديم تعهدات خطية وضمانة تجارية بعدم العودة إلى ممارسة نشاطات ذات صلة بالدين البهائي. ولم يتسنّ الحصول على تعليق جهاز الأمن القومي الواقع تحت سيطرة ميليشيا الحوثيين وصالح. واعتبر المدير التنفيذي لمنظمة مواطنة عبدالرشيد الفقيه، ما يتعرض له البهائيون، انتهاكاً لحقوقهم كمواطنين يمنيين. ويقول لـ «الحياة» أن استهداف الأجهزة الأمنية البهائيين من شأنه إنتاج مظلومية جديدة اسمها البهائية. ويغلب الطابع المذهبي على الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد على خلفية انقلاب مسلّح تنفّذه منذ أيلول (سبتمبر) 2014، ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بيد أن هذا لم يوقف مسلسل اضطهاد الأقليات من الجماعات الإسلامية والسلطات على السواء. ويــنظر الى البــهائيين بوصفهم الضحية الأحدث لميليشيا الحوثيين الشيعية المسلحة، التي مارست منذ 2007 عملية تطــهير ضد خصومها السنة واليهود، ما جعل اليمن المتنوع دينياً خالياً من أقدم الديانات. ويقدم البهائيون أنفسهم بوصفهم نموذجاً للتعايش والوحدة العالمية، متفاخرين بخلو البهائية من الدعوة الى العنف وتحريمهم تعدّد الزوجات. ويقول العلفي أنه انتمى الى البهائية لأنها دين تعايش وحوار، تعلي شأن التعليم، مشيراً الى خلو الطائفة البهائية من الأميين مثلاً. ووفق العلفي الذي يعد البهائي الوحيد داخل أسرته، فإن الشبان والفتيات والأطفال الذين اعتقلتهم القوة الأمنية أخيراً، كانوا تجسيداً للتعايش والحوار وحب الوطن، وكانوا يحضرون في ختام برنامجهم لتنفيذ حملة نظافة لبعض أحياء صنعاء. وأدت الاعتقالات غير المسبوقة، الى حال توجس وقلق في أوساط أبناء الطائفة. وبدا أن العملية تذكرهم بالتنكيل الأعنف الذي تعرض له البهائيون الأوائل لحظة نشأة تيارهم في إيران مطلع القرن التاسع عشر. وترتبط نشأة البهائية بعقيدة الألفية وظهور المخلص أو المهدي المنتظر عند الشيعة. وعلى رغم الأصول الإسلامية للبهائية، إلا أن زعماء الطائفة يؤكدون استقلالية دينهم عن الإسلام، ويقدر عدد البهائيين في اليمن ما بين 1000 و2000 شخص. وبرز الوجود البهائي في اليمن مع اعتقال حامد بن حيدرة، الذي تقول منظمات حقوقية محلية ودولية أنه اعتقل بسبب ممارسته البهائية. معتبرة استمرار اعتقاله انتهاكاً للتعهدات الدولية الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية التي صادق عليها اليمن. وذكرت زوجة المعتقل بن حيدرة، إلهام كمالي زارعي، لـ «الحياة»، أن السلطات لم تكتف بتعذيب زوجها ومنعه من الحصول على العلاج والمماطلة في مواعيد محاكمته، بل أوقفت راتبه أيضاً. وتوجَّه الى بن حيدرة تهمة التخابر مع إسرائيل وتزوير وثائق جنسيته اليمنية، فيما حصلت «الحياة» على وثائق تؤكد قانونية الأوراق الثبوتية لجنسية بن حيدرة وعدم تمكينه من الحصول على العلاج أثناء اعتقاله. وقالت أسرة المعتقل ومحاموه إن الحكومة اليمنية تستخدم مراسلات البهائيين مع الجامعة البهائية، المركز العالمي للبهائية وتقع في مدينة حيفا المحتلة، مبرراً لاتهامهم بالتخابر مع إسرائيل. وسبقت عملية الاعتقالات حملات تحريض ضد البهائيين وصلت الى منابر المساجد. وذكر حمزة قطينة لـ «الحياة «، وهو شاب من صنعاء موال للحوثيين، أن ما يشاع عن البهائيين استغلالهم مؤسسات يديرونها وتقدم دروساً مجانية في اللغات والكمبيوتر، لكنها تهدف حقيقة الى تحويل أطفال وشبان مسلمين عن دينهم.