أكدت خريجات في الخدمة الوطنية بدفعتيها الأولى والثانية، أهمية خوض تجربة الخدمة الوطنية للمرأة الإماراتية العاملة، كونها تصقل الشخصية، وتعزّز الإحساس بالمسؤولية، وتسهم في تنمية المهارات الحياتية. وأشارت الخريجات اللواتي يشغلن مناصب قيادية في أعمالهن، إلى أنهن لم يترددن لحظة حينما فتح باب التطوع للخدمة الوطنية، مضيفات أن منحهن صفة المجندة رافقه شعور لا يوصف، إذ يسطر مسيرة حافلة بالفخر والاعتزاز ستتناقلها الأجيال المقبلة متغنية بقدرات وإنجازات المرأة الإماراتية، التي لطالما تعدت حدود الأسرة لتشمل قطاعات ومجالات مختلفة كانت بالأمس حكراً على نظيرها الرجل. وقالت مديرة الدعم التجاري في مجموعة طيران الإمارات، الخريجة مهرة فلكناز، إن حصيلة المهارات العسكرية المكتسبة من الخدمة الوطنية أضافت الكثير لمهاراتها على الصعيدين الشخصي والمهني على حد سواء، كالضبط والربط والتحكم بزمام الأمور، مضيفة: «لقد أصبحت أكثر دقة في إنجاز المهام الموكلة لي في مجال العمل، وأدركت أهمية الالتزام بالقوانين، وتنفيذ المهام على أكمل وجه دونما أي تقصير». المدرسة العسكرية النسائية تأسست مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية في عام 1990، وكانت عنواناً لبدء قواتنا المسلحة تدريب الإناث ضمن كوادرها، وتُعد الأولى على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك بتوجيهات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتحظى اليوم بمتابعة حثيثة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. ودعت جميع المواطنات على اختلاف أعمارهن إلى الالتحاق بالخدمة الوطنية، وتلبية نداء الوطن، وعدم التردد في خوض غمار أي عمل تطوعي من شأنه أن يترك آثاره الإيجابية في شخصيتهن. وقالت مهرة: «أعمل دائماً لتحقيق الأفضل، والوصول إلى أعلى المراتب القيادية، وذلك من خلال السعي المستمر إلى تحصيل المراتب التعليمية العليا، والانضمام لعدد من البرامج القيادية وآخرها برنامج عبدالعزيز بن حميد لإعداد القادة. وأبرزها التحاقي بصفوف الدفعة الثانية للخدمة الوطنية». وتابعت «رغم جدول أعمالي المزدحم، وحصولي على إعفاء طبي، إلا أنني آثرت الانضمام لصفوف المتطوعات للخدمة الوطنية، إذ إنني وجدتها تجربة فريدة مملوءة بالتحديات التي أعشق». فخر وعز بينما أكدت أخصائية المسؤولية الاجتماعية في هيئة تنمية المجتمع بدبي وعضو مجلس دبي للشباب، عائشة سعيد حارب، أن مجال التطوّع ليس جديداً عليها؛ كونها مؤسس «برنامج الضماد التطوعي» و«برنامج 1971» المعني بالمسؤولية الاجتماعية، ولذا بادرت بالتسجيل فور الإعلان عن فتح باب التطوع في الخدمة الوطنية للسيدات في دفعتها الأولى. وأوضحت: «لم أتردد لوهلة في خوض غمار تجربة التطوع الجديدة، سيما أنها تحمل طابعاً وطنياً بامتياز، يجعلها تختلف عن شتى الأعمال التطوعية التي أدأب على ممارستها والمشاركة فيها، خصوصاً حين تم منحي صفة المجندة الذي رافقه شعور لا يمكن وصفه من فرح وسعادة»، معتبرة أن دخول العنصر النسائي مجال الخدمة الوطنية فخر وعز لها، وثقة كبيرة من القيادة الرشيدة التي لطالما تقدر قيمة المرأة ولا تبخسها حقوقها، حالها حال الرجل. وشددت عائشة على أن مشاركة المرأة في صفوف الخدمة الوطنية من شأنها أن تسهم بشكلٍ فاعل في تربية النشء الجديد على حب الوطن والانتماء والولاء له، ولقيادته التي تحرص على توفير شتى سبل الرعاية والأمان لمواطنيه ومقيميه على حد سواء. دعم أسري من جهتها، لم تتوانَ الضابط الإداري في شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، عائشة المهيري، عن الظفر بفرصة الانضمام للخدمة الوطنية، محققةً بذلك حلمها بالالتحاق بالسلك العسكري، في ظل الدعم والتشجيع من أفراد أسرتها وجهة عملها. وأوضحت أن تجربتها التطوعية في الدفعة الثانية للخدمة الوطنية، جعلتها أكثر ثقة بنفسها، وزادت من سقف طموحها المستقبلي، خصوصاً أنها حصلت على الترقية الوظيفية مباشرة فور تخرجها في صفوف الخدمة.