رفض القضاء الجنوب أفريقي، الجمعة، الطلب المقدم من محامي الدفاع، بغية استئناف القرار الصادر بحق العداء البارالمبي، أوسكار بيستوريوس، أمام المحكمة العليا. وسبق للقضاء أن حكم في يوليو (تموز) الماضي، بإيداع بيستوريوس (29 عامًا) خلف القضبان 6 سنوات، بتهمة قتل صديقته ريفا ستينكامب في 2013 في منزله الكامن ببريتوريا، وهي قضية شغلت العالم بأثره، ويبدو أن ذيولها لم تنته حتى الساعة. وذكرت القاضية ثوكوزيل ماسيبا في قاعة المحكمة في جوهانسبورغ: «رفض طلب الاستئناف. لست مقتنعة البتة بأن هذا الطلب لدية فرصة للنجاح، وبأن محكمة أخرى ستصل إلى استنتاجات مغايرة». ويعود للقاضي الذي حكم في القضية - وفق القانون في جنوب أفريقيا - أن يقرر صحة طلب الاستئناف، مما يجيز بالتالي للمتهم أن يستأنف القرار الصادر بحقه. وحكمت محكمة البداية على بيستوريوس في 2014 بالسجن 5 سنوات، لارتكابه جريمة «القتل غير العمد»، لكن محكمة الاستئناف العليا طعنت في ديسمبر (كانون الأول) 2015 في هذا الحكم، معتبرة أنه ارتكب جريمة «القتل العمد» التي تصل عقوبتها إلى السجن 15 عامًا. وسبق أن أدرجت القاضية ثوكوزيل ماسيبا في محكمة بريتوريا العليا عدة عوامل مخففة، لتخفيض العقوبة أقل من نصف المدة التي لا تقل عن 15 عامًا بتهمة القتل، بما في ذلك ادعاء العداء بأنه كان يطلق النار على متسلل إلى منزله. ووصف المدعي العام جيري نيل، الجمعة، عقوبة السجن لست سنوات بحق بيستوريوس بـ«المتساهلة جدًا»، بينما رأى محامي الدفاع جيري روكس أن الادعاء العام سعى جاهدًا لمعاقبة موكله بأسوأ طريقة ممكنة. وبقي بيستوريوس قابعًا داخل الجناح الطبي لسجن بريتوريا، حيث لم يوجد داخل قاعة المحكمة لسماع قرار القاضية ماسيبا، كونه عولج أخيرًا في أحد المستشفيات إثر سقوطه عن سريره داخل الزنزانة. وذكرت وسائل إعلام جنوب أفريقية أن بيستوريوس يخضع لمراقبة على مدار الساعة من قبل الشرطة، تفاديًا لإقدامه على الانتحار، كونه سعى في وقت سابق لقطع شرايين رسغه. وفرض بيستوريوس الذي ولد عام 1986 وبترت ساقاه بعد بلوغه 11 شهرًا، نفسه نجمًا في دورة الألعاب الأولمبية عام 2012 في لندن، حيث بلغ دور نصف النهائي في سباق 400م، وشارك مع منتخب بلاده في سباق التتابع 4 مرات 100م، وأضحى أول رياضي مبتور الساقين يخوض الأولمبياد. وبعد أسبوعين حصد ذهبيتي 400م والتتابع 4 مرات 100م في الدورة البارالمبية، وحل ثانيًا في 200م. وحاول بيستوريوس المشاركة في دورة بكين الأولمبية عام 2008، لكنه حرم من ذلك، لئلا يحصل على ميزة إضافية من خلال الأنصال (الشفرات) المصنوعة من مادة الكربون التي يستخدمها أطرافًا اصطناعية، لكن محكمة التحكيم الرياضي نقضت الحكم بعد تقدمه باستئناف. وعلى رغم الجدل الذي أثاره، أحرز بيستوريوس في بكين ذهبيات 100م و200م و400م، في المنافسات البارالمبية لذوي الحاجات الخاصة. وشارك بيستوريوس في بطولة العالم في مدينة دايغو الكورية الجنوبية عام 2011، وأصبح أول عداء معاق يقاسم «الأصحاء» منصة التتويج، إثر حلوله ثانيًا في سباق 400م.