×
محافظة المنطقة الشرقية

72 ساعة تبقي الغامدي في العالمي

صورة الخبر

منْ منّا لا يبذل جهده لكي يجلب الفرح لأطفاله، ولكن! ليس كلّ مجتهد مصيباً، فالأب الذي يشتري الألعاب الإلكترونية أو الأجهزة الذكية التي يجد فيها الطفل ملاذاً يغنيه عن اللعب مع أترابه، ليس مصيباً، والأم التي تستبدل مشاركتها اللعب مع صغيرها بـ «آيباد» تضعه بين يديه بحجة التسلية أو أنه يتعلم منه ما لا يتعلمه منها قد أخطأت الهدف وحرفت بوصلة رسالتها. إنّ من يحمل بين جنبيه ضميراً حيّاً لتؤرقه تلك الأضرار المترتبة على استخدام تلك الأجهزة التي نضعها بين أيدي أطفالنا دون رقيب حتى أنّه لا يكاد يمر يوم دون أن تصلنا معلومات تحرّضنا على مقارعة هذا الوحش المهيمن على عقولهم، الذي تمدّد طولاً وعرضاً حتى نال من رسالة الأبوين، وأخمد جذوة الحرص لديهم على أبنائهم، وبنى بينهم جُدراً عصيّة على الاختراق، فحين تراهم تحسبهم جميعاً ولكن قلوبهم شتّى. إنّ الآثار السلبية لهذه التقنية المتطورة أصبحت واضحة في سلوك أبنائنا وفي معاملتهم للآخرين فبرزت ظاهرة العنف والقسوة وعدم الاكتراث حتى مع إخوانهم، وتزايدت حدة الانفعالات غير المبررة، وضعفت الطلاقة اللغوية، ودخلت عقولهم في طور خمول ذهني، وتكوّنت لديهم قطيعة اجتماعية نتيجة لهذا العالم الافتراضي الذي يرتحلون إليه يومياً حاملين معهم زادهم فيقضون الساعات الطوال يتفيأون رسائله السلبية ويتقمصون شخوصه، فبماذا ستوصف هويّاتهم مستقبلاً؟ وهل سيكونون قادرين على مواجهة تقلبات الزمان؟ إنّ على الآباء والتربويين دوراً ريادياً للتخلص من تلك الأضرار وذلك عندما يتحملون مسؤولياتهم باقتدار، وليتذكروا أن هؤلاء الأطفال سيكونون يوماً شاهداً لهم أو شاهداً عليهم.