تخيلوا أن المملكة العربية السعودية الدولة ذات الثقل الروحي والسياسي والاقتصادي والعسكري وعدد سكان يتجاوز الـ 20 مليون نسمة، ولم تسجل اسمها في لائحة الشرف الأوليمبي من بين نحو 80 دولة تقريبا بعض هذه الدول ربما لا يوازي عدد سكانها أحد أحياء العاصمة الرياض..!! ويكفي للإشارة على أن الأوليمبياد عند الأمم المتقدمة هو إحدى الإشارات والاستعراضات الكبرى لمدى تقدم هذا البلد أو ذاك، فلو استعرضنا لائحة الشرف للدول العشر الأولى في الترتيب لوجدنا أنها مكونة من مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى، إضافة إلى عملاقي آسيا الآخرين الصين وكوريا الجنوبية. ونحن ومنذ 44 عاما كانت ومازالت مشاركاتنا خجولة ما عدا ثلاث ميداليات (فضية صوعان وبرونزيتي الفروسية) التي كان من المستغرب عدم مشاركتها في أوليمبياد 2016!! وكما صرح رئيس البعثة السعودية التي ربما يتجاوز عدد إدارييها وضيوفها عدد الرياضيين السعوديين المشاركين في الأولمبياد!! سمو الأمير عبدالله بن مساعد الذي تولى رئاسة اللجنة الأوليمبية منذ أكثر من سنتين تقريبا يقول إن هذه ستكون آخر المشاركات الخجولة لبلادنا في الأوليمبياد، وأن هناك مشروع تطوير قادما اسمه «ذهب 2022» .. وأنا أقول يا سمو الأمير نحن فعلا نشعر بالخجل قبل أولمبياد ريودي جانيرو 2016 وبعده، ولا أظن أن خجلنا ستقل حمرته في المشاركات القادمة..!! وإذا أردنا أن ننظر للجنة الأوليمبية كمؤسسة أنشأت منذ عام 1964، بغض النظر عمن تسلم مسؤولياتها فإن اللجنة الأوليمبية التي يرأسها سمو الأمير تتحمل المسؤولية كاملة، وينبغي أن تحاسب!! أما إذا كنا ننظر لها كأشخاص ليس لهم علاقة بعمل اللجنة الأوليمبية السابق فإن سنتين أو أربعا ليست كافية لصنع بطل أوليمبي، ولكننا نحتاج أن نضمن فعلا أن مشروع «ذهب 2022» ليس فقاعة صابون قام على أنقاض فشل مشروع الصقر الأوليمبي الذي وعدنا به منذ عام منتصف 2009، وأشاد به الكثير في وقتها، وكان من المفترض أن نحصد نتائجه في دورتي 2016 الماضية و2020 القادمة!! من يضمن لنا وقتها أن يأتي غير فريق اللجنة الحالي ويتسلم مسؤولية اللجنة الأوليمبية في 2020، ليقول لنا كما قال لنا الأستاذ لؤي ناظر النائب التنفيذي الحالي للجنة الأوليمبية عن مشروع الصقر الأوليمبي البائد أنه غير موجود ولم يسمع به ولم يعرف عنه شيئا ولم يحدثه به أحد !! وهل يمكن أن ننقذ ماء الوجه حتى نضوج «ذهب 2022» بتجنيس أبطال أوليمبيين أو تجهيز خامات وطنية على قارعة الطريق لأوليمبياد 2020، تقفز باسم بلادنا إلى منتصف جدول لائحة الشرف على الأقل!! ومن سيحاسب من في حال إن استمر الخجل مصاحبا لكل مشاركاتنا؟!! وهل سننتظر 8 سنوات أخرى دون رقابة وقياس أداء ومؤشرات ومتابعة إعلامية جادة غير مجاملة لسمو رئيس اللجنة حتى لا نزداد خجلا في 2022!! يا سمو رئيس اللجنة تتردد عدة أحاديث عن وجود بعض التدخلات في مسؤوليات اتحاد كرة القدم وأندية رابطة المحترفين وهذه اللعبة لديها من المرجعية الدولية « فيفا» والدعم والإعلان والرعاية والجماهيرية ما هي في غنى أن نغوص ولو لدقيقة واحدة في مشكلاتها مما يضيع الوقت والجهد!! كما أن لدي اعتقادا راسخا أن هوسنا الجماهيري بها ضيع علينا فرصة أن يتمتع المجتمع جميعا برياضات أخرى لا تقل عنها متعة وأقل تكلفة وأعظم نجاحا!! عكاظ