علق سياسيون ومراقبون أهمية بالغة على زيارة ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، إلى الصين واليابان، واعتبروها في تصريحات إلى «عكاظ» أنها تنسجم مع توجه الدبلوماسية السعودية نحو توسيع الشراكات الإستراتيجية غرباً وشرقاً. وقال المفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي إن زيارة ولي ولي العهد السعودي، إلى كل من الصين واليابان تأتي انطلاقا من حرص المملكة على النجاح في تنفيذ رؤيتها (2030)، وفى إطار سعيها لتنويع الشراكات الإستراتيجية شرقا وغربا، وعدم الاقتصار على شريك واحد فقط. وأضاف الفقي أن المملكة تتجه إلى تنويع شراكاتها وتعظيم مصالحها التجارية والاستثمارية، لافتا إلى أن الصين تمثل حليفا إستراتيجيا وشريكا تجاريا بارزا للسعودية. بدوره، أكد الخبير والمحلل السياسي الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن المملكة تتجه لتنويع تحالفاتها السياسية والتجارية بين الشرق والغرب، لافتا إلى أن زيارة ولي ولي العهد للصين واليابان تحمل طابعا خاصا، بما للدولتين من ثقل وقيمة اقتصادية وتجارية وسياسية كبرى على مستوى العالم. وأشاد أستاذ العلوم السياسية، الدكتور عمار علي حسن، في تصريح إلى «عكاظ» بالزيارة المرتقبة لولي ولي العهد، مثمنا قيام المملكة بتنويع الحلفاء الإستراتيجيين وعدم الاقتصار على حليف واحد. وأثنى على مشاركة المملكة الفاعلة في قمة العشرين المقرر انعقادها بالصين لعرض الرؤية السعودية 2030 على الوفود الدولية المشاركة في القمة. زيارة محورية وتوقع الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب السفير جمال بيومي أن نتائج الزيارة ستكون إيجابية جدا، خصوصا أنها تأتي في إطار تعزيز العلاقات الوثيقة بين المملكة وكل من الصين واليابان، وأكد أن جولات ولي ولي العهد خلال الفترة الماضية في الولايات المتحدة وفرنسا كان لها الأثر الطيب في توقيع عدد من الاتفاقات الاقتصادية الكبيرة دعما لخطة المملكة ورؤيتها الإستراتيجية 2030 بعدم الاعتماد على النفط كمصدر وحيد لدعم اقتصادها، وبالتالي تسعى إلى المزيد من الشراكة والتعاون مع شتى عواصم دول العالم الكبرى. ووصف بيومي زيارة ولي ولي العهد إلى الصين واليابان بأنها محورية، وتضع لبنة جديدة في مسار العلاقات السياسية والاقتصادية بين الرياض و(بكين وطوكيو). وأضاف أن العلاقات السعودية - الصينية في تصاعد مستمر لأنها تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة في كافة المجالات وهو ما يؤكد قوتها واستمراها، فالدولتان تقيمان علاقات مميزة وراسخة، تعود جذورها إلى التجارة القوية التي يرجع تاريخها إلى قرون عدة، فهي أول شريك اقتصادي قوي للمملكة. الطاقة النووية والموارد البشرية ووصف رئيس جمعية رجال الأعمال المصرية المهندس علي عيسى زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى بكين وطوكيو بـ«الإستراتيجية»، مؤكدا أن المملكة اتخذت خطوات إستراتيجية جبارة في تنوع مصادر دخلها القومي بتنويع تحالفاتها ومصالحها التجارية والاستثمارية مع مختلف دول العالم الكبرى، وهي خطط جبارة وقوية لها آثار إيجابية على الوضع الاقتصادي للبلاد سوف تظهر ملامحه خلال السنوات القادمة، متوقعا أن يتم الاتفاق مع اليابان خلال الزيارة التاريخية للأمير الشاب على عدد من المشروعات الاقتصادية، في مجال استثمار الطاقة النووية. وأشار إلى أن تطوير الموارد البشرية أحد أهم المجالات التي يمكن أن تستفيد منها المملكة من الخبرة اليابانية المتقدمة، وذلك من خلال التدريب والإيفاد المتبادل بين البلدين، موضحا أن تصاعد أعداد الزيارات المتبادلة بين قادة البلدين خلال العقود الماضية زاد من قوة ورسوخ العلاقات بين البلدين. ملفات مهمة ويؤكد الخبير الإستراتيجي اللواء محمود منير أهمية زيارة ولي ولي العهد للصين واليابان، لما لهما من ثقل سياسي واقتصادي وإستراتيجي في القارة الآسيوية، التي بدأت بوادر منافستها للقارتين الأوروبية والأمريكية واضحة. وقال «الصين مرشحة لقيادة العالم اقتصاديا عام 2019، وإيمانا من المملكة بأهمية تنويع الخبرات العلمية والاستفادة من كل ما هو جديد ومتطور وهو ما يسعى إليه الأمير محمد بن سلمان من خلال رؤية 2030». مشيرا إلى أن الزيارة بصفة عامة تأتي في وقت مهم وحساس تمر به دول المنطقة، تعكس رغبة المملكة في أن يكون لتلك الدول دور في القضايا المهمة التي تواجهها عدد من الدول العربية، والاضطلاع بدور أكبر تجاه عدد من الملفات العربية، خصوصا الوضع في اليمن وسورية والعراق وليبيا، فضلا عن مناقشة العديد من الملفات الأمنية والعسكرية وسبل مواجهة تنظيم «داعش» الإرهابي الذي يحاول زعزعة أمن واستقرار المنطقة.