تابعت يوم أمس اللقاء التجريبي الثاني لمنتخب الناشئين في مواجهة المارد الكوري الصغير وأستطيع القول ليس هناك من مخافة على منتخب الناشئين بعد التعديلات الجوهرية على المدير الفني الجزائري عبدالجليل بوعنان والاستعانة بالمدير الفني الوطني إبراهيم عباس وأستطيع أن أجزم بأن منتخبنا الناشيء لا يقل مستوى عن المنتخبات الآسيوية الكبيرة، وقد عرف إبراهيم عباس بسرعة كبيرة كيفية توظيف اللاعبين واختيار الطرق الدفاعية والهجومية المناسبة لقدرات اللاعبين الفنية والبدنية والذهنية. وعادة يشكل التغيير السريع على الجهاز الفني لأي منتخب تخوف مبرر لدى اللاعبين الأساسيين في تشكيلة المنتخب خوفا من أن يطولهم التغيير بعد أن حجزوا أماكنهم وضمنوا مشاركتهم في اللعب لدى المدرب السابق في الوقت الذي تعود فيه الروح إلى اللاعبين الذين لم يحصلوا على الفرصة المناسبة في اللعب وإثبات الوجود تحت قيادة المدرب القديم وأن المجيء بمدرب جديد يمنحهم مزيدا من الفرص لإثبات الوجود وتقديم أنفسهم بطريقة أجمل وأفضل. من هنا يجب على الجهاز الفني والإداري المرافق للمنتخب اسثمار الحالة الذهنية في الجانبين اللاعبين الأساسيين والبدلاء وإعطاء الثقة في جميع اللاعبين مع توزيع الأدوار وتقاسم الفرص. أعتقد أن مهمة المدرب إبراهيم عباس في مواجهة المتغيرات وإيجاد البدائل ليست بتلك الصعوبة لكنها تحتاج إلى الملاحظة الدقيقة ولا بد لعباس من توضيح سياسته الكاملة للاعبين في إدارة الفريق لكي يشعر اللاعبون بالأمان. ما شهدناه من حماس للاعبين الناشئين في مواجهة المنتخب الكوري في المباراة التجريبية الودية بالدفاعات القوية المتماسكة والهجوم الكاسح والروح المعنوية العالية ورغبة اللاعبين الجامحة في تقديم المستوى الأفضل يعود بالدرجة الأولى إلى خوف اللاعبين بعد التغيير على الجهاز الفني من الإقصاء ومحاولة البحث لهم عن المكان الدافئ بين صفوف المنتخب، لذلك من الناحية النفسية والذهنية سوف نشهد تحسنا كبيرا وواضحا على مستوى اللاعبين في المنتخب خلال الأيام القليلة وقبل انطلاق التصفيات مساء يوم السبت القادم، وقد بدأت ملامحه الإيجابية تبرز للعيان خلال المباريات التجريبية الثلاث على وجه الخصوص. مازال هناك خوف على اللاعبين في المنتخب من هبوط في مستوى الأداء في الجانب الذهني وذلك بعد الانتهاء من المباريات التجريبية الثلاث، وضمان المجموعة من اللاعبين التي كانت خائفة من الإقصاء أوالاستبدال لأماكنهم في التشكيلة الأساسية داخل الفريق بعد التغيير المفاجئ على الجهاز الفني ومجيء إبراهيم عباس. إن الثقة العالية وضمان الوجود في الفريق تحدث نوعا من التراجع الفني والذهني والاسترخاء البدني الطبيعي بعد المجهود البدني والذهني والضغط العصبي الذي أحدثه التغيير. وللخروج من الحالة الذهنية والعصبية الصعبة والعودة إلى الاستقرار المطلوب يحتاج اللاعبون في المنتخب إلى محاضرة تعيد إلى الذهن تحضيراته وتحفز الجوانب التي تساعد اللاعبين على التركيز والمبادرة، وأعتقد أن الاستعانة بالمحاضر الدولي والمدرب القدير الجنرال نبيل طه لتقديم محاضرة لمنتخب الناشئين مكسب للجهاز الفني وللاعبين بما يمتلكه طه من خبرات عالية ومستويات متقدمة في التحضير الذهني المتقدم وقدرة في وضع اللاعبين الصغار على خط البداية في المنافسات الآسيوية القادمة بروح وطنية وذهنية وبدنية عالية، وخصوصا أن طه من المدربين الكبار المتخصصين في لعبة كرة اليد ويعرف بواطن الأمور في المنتخبات الوطنية وعقلية اللاعب والمدرب البحريني خلال المنافسات.