استطاع الهجّان والمهتم بالتراث والموروث الشعبي إبراهيم صالح الرويشد الذي تجاوز عمره الـ 70 عاماً أن يحيي تاريخ مسيرة القوافل التجارة العربية التي كانت تأتي من العراق والشام ، مروراً بالجزيرة العربية وصولا لليمن. ويعرّف الرويشد عبر حضوره الجنادرية بهذا الموروث لمرتادي المهرجان وينقل لهم الذكريات القديمة عبر قافلة تحاكي قوافل التجارة القديمة المحملة بالبضائع المختلفة من الزبيب والسمن والملابس والأغذية وغيرها من متطلبات المعيشة التي تتسم في معظمها بالبساطة من خلال 4 جمال تجوب كافة مواقع الجنادرية مقدماً شرحاً مفصلاً حول طريقة تكوينه للقافلة والأهداف والرسالة التي يوجهها من خلال هذه المشاركة التي وصفها بالرعاية والحفاظ على هذا النوع من الحضارة والماضي الأصيل. وعلى الرغم من أن الروشيد أميّ قراءة وكتابة إلا أنه يتقن عدة لغات . ويقول لواس : أنا أمي " لا أقرأ ولا أكتب " وأجيد التحدث بثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والأوردو وقد تعلمتها من الاحتكاك بالوفود وحضور مختلف المناسبات وما هذه القافلة التي كانت تنفذ من قبل قبائل "العقيلات" وهم تجار من نجد يجوبون أرض الجزيرة العربية والشام فيما يشبه رحلات الشتاء والصيف في التاريخ العربي الجاهلي . وأضاف : " يشكلون العقيلات أبرز الملامح الثقافية والاقتصادية وإليهم يرجع انتعاش حركة التجارة طيلة 400 عام تواصل فيها النشاط التجاري لهؤلاء النجديين المهاجرين وشكلوا بالتوازي مع ذلك حركة ثقافية واسعة الانتشار كان لها أثر واضح في نقل المعارف من وإلى المملكة وتعريف الشعوب العربية الأخرى بالمكونات الاجتماعية في السعودية في الفترات التي سبقت توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ . وأشار إلى أن رجال العقيلات وفرت لهم الرحلات الكثيرة التي كانوا يقومون بها في مختلف الأرجاء سعة من الاطلاع على شؤون الدول الأخرى وكيفية تسيير التجارة إلى جانب اختلاطهم بالشعوب الأخرى مما منحهم قدرة عالية على استيعاب ثقافات الآخرين وأنماط معيشتهم. وكشف أن تسيير هذه القافلة هي بداية لإطلاق برنامج "على خطى عبدالعزيز" وسيكون تنفيذه عبر قافلة بالجمال تنطلق من الدرعية إلى طريق الكويت مروراً بالمنطقة الشرقية ثم البحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة والعودة للشرقية في خطوة رائدة لإحياء وسائل النقل القديمة المستخدمة في الجزيرة العربية .