أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أن هذا العام سيكون الأخير للتفاوض مع المعارضة المسلحة، وذلك بعد أيام من فشل مفاوضات السلام بين الخرطوم والحركات المسلحة لوقف الحرب في إقليم دارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وتعهد لدى مخاطبته حشداً عسكرياً في الخرطوم أمس، بتحقيق السلام في البلاد، مشيراً إلى أن حكومته ستمد يدها لمن يريد السلام، ولكن ليس «العملاء في الداخل أو الخارج الذين يريدون نهب موارد البلاد». وأضاف البشير: «فاوضناهم بما فيه الكفاية ووقعنا اتفاقات ونبسط يدنا للسلام لكن لو رفضوا سيكون حوارنا معهم بالبندقية ولو دخلوا جحراً سنخرجهم منه ولو صعدوا جبلاً سنلاحقهم ولو دخلوا غابة لن نتركهم». ودعا القوات الحكومية المرابطة في مناطق العمليات الى التحلي بالصبر حتى انقضاء فترة وقف النار الحالية التي تستمر شهرين، وتابع: «اصبروا عليهم وامنحوهم فرصة للسلام حتى تنتهي فترة وقف النار المحددة وبعدها لن يكون هناك وقف نار وسنتعامل معهم باللغة التي يفهمونها»، مشيراً الى انه لن يسمح بدخول الإغاثة والمعونات الإنسانية لمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق من خارج البلاد، كما يطالب متمردو «الحركة الشعبية- الشمال». وزاد «نحن لسنا أغبياء لنسمح لهم بنقل السلاح والذخيرة عبر الحدود». وأكد البشير حرصه على تطوير القوات المسلحة حتى تصبح «الأقوى والأفضل» في المنطقة، لافتاً إلى أن القوات المسلحة «لم تنكسر ولم تتراجع ولم تخذل الشعب السوداني رغم الكيد والمؤامرات على السودان». في المقابل، عزت الحركة الشعبية – الشمال» فشل المحادثات الى أن الحكومة «لم ترد السلام». وأفادت الحركة: «قدمنا تنازلات كبيرة، لكن الحكومة ظلت مصممة على مواقفها ولم ترغب في التنازل عن أي شيء». وأضافت أن المتمردين كانوا طلبوا الحصول على بعض المساعدات من خارج السودان، لحرمان الحكومة من القدرة على عزلها مثلما فعلت في مناسبات سابقة في دارفور. جنوب السودان من جهة أخرى، أجرى نائب رئيس جنوب السودان تعبان دينق محادثات في الخرطوم مع البشير أمس، ركزت على تسوية القضايا العالقة وتسريع تطبيق اتفاقات التعاون المشترك، كما وقع وزيرا الدفاع السوداني عوض بن عوف ونظيره الجنوب سوداني كوال ميانق، اتفاقاً أمنياً لوقف دعم المتمردين على جانبي الحدود والتعاون في المجالات الأمنية والعسكرية. وقال تعبان دينق أن نتائج لقاءاته في الخرطوم كانت ناجحة وأن شعبي البلدين ودول الاقليم تتابعها. وتابع: «ليست المفاجأة أن يعيش البلدان في سلام بل المفاجأة الا يحدث ذلك. ونؤكد أن زمن الحرب قد ولى وأتى وقت السلام والمصالح المشتركة». كما ناقش اجتماع أمس ضم مسؤولين عسكريين وأمنيين من السودان وجنوب السودان، موقف تنفيذ قرارات اللجنة السياسية الأمنية المشتركة بين البلدين، الذي عُقد في الخامس من حزيران (يونيو) الماضي بالخرطوم، كما بحث سبل تطوير العلاقات بين البلدين. وضم الاجتماع من الجانب السوداني وزيري الدفاع والداخلية عصمت عبدالرحمن زين العابدين ورئيس أركان الجيش الفريق عماد الدين مصطفى عدوي، ونائب مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أسامة مختار. وفي المقابل، ضم جانب دولة جنوب السودان كلاً من وزير الدفاع ومستشار رئيس دولة جنوب السودان للشؤون الأمنية توت قلواك، ومدير جهاز الاستخبارات الفريق توماس دواس. كيري في نيروبي، دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى خطوات فورية لإعطاء «قوة دفع» لنشر مزمع لقوات إضافية تابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان، وطالب قادة البلاد بالالتزام «قولاً وعملاً» باتفاق السلام الذي تم التوصل إليه العام الماضي. وقال كيري في مؤتمر صحافي في نيروبي، بعد محادثات مع وزراء خارجية كينيا ودول إقليمية أخرى: «نحتاج الى المضي قدماً في نشر قوة حماية إقليمية أقرها مجلس الأمن في إطار بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في هذا البلد». وأكدت حكومة جنوب السودان أنها لا تزال تبحث في الرد على قرار الأمم المتحدة إرسال قوة إضافية قوامها 4000 جندي، بعد اندلاع العنف في العاصمة جوبا في تموز (يوليو) الماضي.