صحيفة قبس - خاص:لم يكن في مُخيّلة مواطن أن شكواه التي رفعها على أمانة المدينة المنورة قد تفتح عليه النار من كل الاتجاهات، وتُخرجه بعد سنوات من العيش الكريم إلى الإفلاس، وتتسبب له في خسائر مالية تُقدر بالملايين، فضلاً عن أن تكون مكافأته بعد كل تلك الخسائر "السجن" كي يُصبح بعدها من الصاغرين، ولا يطالب بحقٍ بعد ذلك.. وعلى الرغم من أن حقوقه أيدها ديوان المظالم في القضية التي رفعها، لكن "لا حياة لمن تنادي"! "قبس" اخترقت قضبان السجن الذي يقبع فيه المواطن معاود عايد هريسان اللهيبي، ليروي لها تفاصيل قضيته ومعاناته بـ"الوثائق"، والتي أدت به في النهاية ليصبح داخل القضبان مع اللصوص والمجرمين، ويكشف عن الظلم الذي لم يلحق به فقط بل زوجته وأولاده.. وفي حديثه لـ"قبس"، استهل قائلاً: إن "الظلم حرّمه الله علي نفسه وجعله محرماً علي عبادة.. وأنا رجل قد ظُلمت ظلماً شديداً من أمانة البلدية بالمدينة المنورة، ما أضرني ضرراً جسيماً، وسبب لي أذى وخسائر مالية ونفسية". وروى القصة تفصيلياً، بدأها بقول: "استأجرت من الأمانة 17 محلاً صغيراً تحت سور البقيع من الجهة الغربية لمدة خمس سنوات من سنة 1423 إلي 1427، بإيجار سنوي قدره مليون وسبعمائة وستة آلاف ريال، ومضت ثلاث سنوات من الإيجار لم استفد منها شيء وادفع إيجاري السنوي في موعده دون تأخير". وفي السنة الرابعة بدأت استفيد من المحلات، لكن بدأت المضايقات تأتي من البلدية ومن لجان السعودة، ثم أغلقوا محلاتي أكثر من مرة ثم بلغت في نهايتها بصدور قرار من أمير المدينة بإغلاق المحلات لأنها تحت سور البقيع، وفي هذا انتهاك لحرمة الموتى، ولابد من إخلائها ثم جاءني صورة الخطاب ومع ذلك سددت أجرة عام 1426. وفي عام 1427، كانت المحلات أغلب السنة مغلقة مما سبب لي خسائر كبيرة، ولم استطع أن أدفع الإيجار ثم أخذت أمانة المدينة مني المحلات وطالبت بأجرة 1427. وأردف "لم يقف الأمر عند هذا الحد بل اشتكيت الأمانة في المحكمة، لأجد بعدها أنهم أوقفوا عني جميع الخدمات في البلدية، وامتنعوا عن تجديد رخص المحلات الأخرى، وحاربوني في رزقي ما جعل الخسائر تزداد، ثم رفعت شكوى لديوان المظالم بسبب عدم تجديد رخص المحلات، وحُكم لي فيها بتجديد الرخص". واستمر قائلاً: "كعادتها أصرت البلدية علي عدم تجديد الرخص من قبل عبدالعزيز الحصين، فاضطررتُ لترك محلاتي ليغلقوها بعدها، ثم أصدرت الأمانة علي حكماً بدفع قيمة السنة التي منعوني منها، وأوقفوا عني جميع خدماتي وأخذوا مني مزرعة كانت تثمر أحلى أنواع التمر ودمروها"، على حد تعبيره. وبعدها "لم استطع التنفس ولو بكلمة واحدة بسبب إغلاق الحاسب الآلي عني من قبل البلدية ورئيسها عبدالعزيز الحصين، ثم تسببوا في سجني، الذي أدى إلى إلحاق ضرر بالغ بي وأسرتي، فمن أين أدفع وهم من أوقفوا نشاطاتي؟". إلى ذلك، ناشد معاود اللهيبي خادم الحرمين الشريفين بالتدخل العاجل لإطلاق سراحه، والتحقيق في الأمر، لمعرفة المتسبب في ذلك، لافتاً إلى أنه "لا يرفض تطبيق النظام، لكن حينما يُطبّق عليه دون غيره، ويجازى بعدها بالسجن، هنا تُصبح مشكلة!".