صدقا، لا أعلم ما علاقة الشيلات بحادثة قتل عابرة، بسبب الخلاف على رفع أو خفض صوت جهاز أغاني مسجلة دي جيه، واعتداء شخص، وانتقام الآخر! أمر غير مفهوم، اعتساف الأمور، وليّ أعناق الحقائق؛ واستغلالها لتمرير وفرض قناعاتنا على الآخر! هل كراهية البعض للشيلات هو الذي جعلهم يستغلون حادثة قتل عابرة -تحدث يوميا في كل مكان ولأسباب أكثر تفاهة- ليلصقوها بهذا الفن الشعبي، ذي الشعبية الكاسحة! مهم هنا أن أخرج من الدائرة؛ وأقول إنني لا أستمع للشيلات، ولا أستسيغها غالبا، بل لا أحبذ الاستماع إليها. لكن هذا لا يقلل من جمهورها ومحبيها الذين يقدرون بالملايين. لغة الأرقام في يوتيوب صادمة أيها الأحبة! الذي أخلص إليه في مقال اليوم، أن الأمور تعيد وتستنسخ بعضها أمامنا تماما. في الثمانينات، حينما كان الناس يستمعون للأغاني، كانت المطويات تحاصرهم من كل مكان وتصرخ: الغناء بريد الزنا، الغناء يميت القلب. آلاف الأوراق استُهلكت في ذم الغناء، والتحذير منه، ومحاربته، وتفسيق من يستمعون إليه! الطريقة نفسها تُمارَس اليوم مع الذين يستمعون للشيلات. العلة هي التي اختلفت. هناك الحلال والحرام، وهنا الانحدار بالذوق العام، وإثارة النعرات، والقبلية، والعصبيات! أمس، كان هناك من يتهم الغناء بأنه سبب لجرائم الاغتصاب. واليوم هناك من يتهم الشيلات بأنها أصبحت مسببا لجرائم القتل! مفردات حلت مكان أخرى. هي كذلك. نحن نسير في بعض شؤوننا تماشيا مع مَثَل ساخر يقول: يا أطخه، يا أكسر مخه! باستطاعتنا النقاش حول مضمون الأغاني. وباستطاعتنا أيضا النقاش حول مضمون الشيلات، وتهذيبها ومحاصرة السيئ منها. لكننا لا نفعل؛ لأننا إقصائيون! البعض بحاجة لاحترام حريات الآخرين وذائقتهم، بدلا من رمي التهم والوصاية عليهم. ما يسمعون، وما لا يسمعون!. صالح الشيحي الوطن