×
محافظة المنطقة الشرقية

الشعيلان : سنحقق تطلعات الجماهير السعودية في البطولة القارية

صورة الخبر

إنها لفكرة جيدة فيما يبدو أن نأخذ 15 وافداً جديداً من المراهقين الذين هم بلا رفيق ونخلطهم مع مراهقين ألمان، ونوزعهم في جماعات من اثنين أو ثلاثة في شقق من مبانٍ سكنية، أعيد تجديدها تعود إلى الفترة الشيوعية في روستوك، المدينة الألمانية المطلة على بحر البلطيق. والألمان والشبان الأجانب من الأفغان والسوريين والصوماليين موجودون الآن في ألمانيا، وكانوا يجتمعون فيما يعتبره موظفو الرعاية الاجتماعية «غرفة معيشة جماعية» كانت من قبل مكاناً للعلاج النفسي. لكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن. فمع اقتراب موعد انتخابات الولاية في الرابع من سبتمبر لم يتم استكمال التجربة. وانتقدت مواقع الإنترنت التابعة للجناح اليميني التجربة، ووصفت الوافدين الأجانب بأنهم «سلفيون» بمعنى أنهم متشددون إسلاميون! وفي نهاية مايو الماضي، بدأ شباب من السكان المحليين يحتشدون بالقرب من غرفة المعيشة تلك ويخوّفون الأجانب. وتلا ذلك اشتباكان، واضطرت الشرطة للتدخل. وبعد مواجهة في 23 يوليو بعد ثلاثة أيام من احتشاد أنصار حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف الصاعد في وسط روستوك أعلنت سلطات المدينة أنها ستنقل الشبان الأجانب إلى مناطق أخرى. وهذه الأحداث التي تثير القلق توضح مدى دقة وصعوبة الموقف في تطبيق سياسة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الخاصة بأن ألمانيا تستطيع إدماج اللاجئين. ولكن الأسوأ بالنسبة لميركل هو أن الأحداث وقعت في ولايتها الأم التي تعتبر واحدة من أفقر الولايات الألمانية، والتي يبدو أن حزب «البديل من أجل ألمانيا» سيفوز فيها بمقاعد الهيئة التشريعية في الولاية للمرة الرابعة هذا العام. وهذا يجعل قرار نقل الأجانب القصر صعباً بشكل خاص على شتيفن بوخاهن المشرع عن حزب اليسار في روستوك وصاحب الفكرة الأصلية. وقد تحدث بوهاخن في حيرة قائلاً: «هؤلاء الشباب جاؤوا بحثاً عن مأوى. وإذا تعرضوا للضرب على أيدي النازيين الجدد فإننا نكون قد فشلنا». وكذلك عبرت أنيت كوب من جماعة «وافدون جدد بلا حدود» التي دشنت التجربة في ضاحية جروس كلاين في رستوك عن قلق مشابه. ولكن المعلقة أنيت ميريتز من صحيفة «دير شبيجل» أشارت إلى أن نقل اللاجئين «إجراء صحيح ولكن تأثيراته قاتلة». وأضافت أن ما حدث في روستوك يوضح مدى عمق جذور انحراف اليمين المتطرف على مدار عقود، وكيف أصبحت المشكلات في شرق وغرب ألمانيا منعزلة وميئوساً منها مع استهانة السياسيين بها. ولكن المشكلة في هذه الحال مختلفة لأن الدائرة الانتخابية لميركل قريبة على الشاطئ هنا في «شترالسوند» والرئيس يواخيم جاوك كان قساً مناهضاً للشيوعية هنا أيضاً، وما زال يزور المنطقة من حين إلى آخر. وقد أكد الأشخاص الذين أجريت معهم مقابلات على أن ضاحية جروس كلاين ليست «منطقة نازية بشكل خاص». وأشار المشرع بوخاهن إلى أن شيئاً لم يحدث في المدينة مع تزايد عدد اللاجئين الذين استقبلتهم في العام الماضي. وفي ضاحية جروس كلاين أيضاً، أكد لوكاس هيخت البالغ من العمر 18 عاماً، أن الوافدين المسلمين الجدد يضايقون السيدات الألمانيات وأنه سيتصدى لهم. ولكن صديقه توبياس روسنر البالغ من العمر 26 عاماً كان أقل تشدداً ولكنه أكد هو أيضاً أنه لن يقف مكتوف الأيدي بل سيدلي بصوته لأول مرة في انتخابات الولاية. وفي أنحاء ألمانيا ككل كما في مناطق أخرى من أوروبا والولايات المتحدة يشعر المواطنون بأنهم خسروا المعركة أمام تداعيات العولمة التي تسلبهم الوظائف وموارد الدولة وتفتح عليهم تدفقات اللاجئين. وفي مدينة «شترالسوند»، لاحظت هايكه كارشتينسن المرشحة عن الحزب الديمقراطي الاجتماعي من يسار الوسط، حليف ميركل في الانتخابات، أن الناخبين في المدينة أكثر قلقاً بشأن التعليم ومستقبل أحفادهم على رغم أنهم يعملون، ويعيشون في ظروف أفضل مما كانوا عليه في ظل الشيوعية. وأضافت أنهم لا يشعرون بالأمان، ويريدون بالفعل معاقبة الأحزاب السياسية من تيار الحياة السياسية الرئيس. وأضافت أن الناخبين لا يتوقعون شيئاً من حزب «البديل من أجل ألمانيا» ولكنهم يريدون أن يجعلونا نشعر بالأسف «لأننا لا نتواصل معهم بينما الآخرون يتواصلون معهم». *صحفية بريطانية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز نيوز»