لا يكاد يخلو كتاب أدبي قديم من أخبار الأعراب وبلاغتهم وطرائفهم كالعقد الفريد وعيون الأخبار والإمتاع والمؤانسة. وفي هذه العجالة نقتطف بعض ما ورد عنهم: قال رجل لأعرابي: ما يسرني لو بت ضيفاً لك؟! فقال: لو بت ضيفا لي لأصبحت أبطن من أمك قبل أن تلدك بساعة! وقال أعرابي من بني العنبر: (النساء ثلاث: هينة لينة عفيفة مسلمة تعين أهلها على العيش ولا تعين العيش على أهلها، وأخرى وعاء للولد، وأخرى غل قمل يضعه الله في عنق من يشاء ويفكه عمن يشاء! وقال أعرابي: (تمرنا خُرْس فُطْس، تقع التمرة منها في فيك فتجد حلاوتها في قدميك)! وقيل لأعرابية: ما رأيك في مئة من الغنم؟ قالت: غنى قيل: فمئة من الإبل؟ قالت: منى قيل فما رأيك في الحمار؟! قالت: أخزاه الله من حلال لا يذكى! قيل لأعرابي أعزب: هل لك في الزواج؟ فقال: لو قدرت أن أطلق نفسي لطلقتها! كان لأبي المخش الأعرابي أمَة سوداء فقيل له: أيسرك أنك خليفة وأنّ أمتك حُرّة، فقال: لا والله لا يسرني، تضيع الأمَة والأُمّة! أوصى أعرابي ابنه فقال: يا بني إن لكل قوم كلباً، فلا تكن كلب أصحابك! وقال أعرابي: إذا كثرت المقدرة قلّت الشهوة! ورأى أعرابي رجلاً ثرياً غبياً فقال: حظ في السحاب وعقل في التراب! وكان لأعرابي أخ كان أبوه يفضله عليه لمحبته أمه فقال: وإذا تكون كريهة أُدعى لها وإذا يحاس الحيس يدعى جُندبُ والحيس أكلة حلوة في الجاهلية!