أخذتها شقيقتنا (قطر) من قاصرها، حين أدركت منذ استقلالها أن «العالمية صعبة قوية»، في مجتمعاتنا العربية الإسلامية، التي يرى (إبراهيم البليهي)، إمام جامع العقل الكبير في الديرة: أنه من (التجنيس اللغوي) وصفها بالمحافظة فقط!! فتسابقت الاتحادات القطرية على تجنيس المواهب الرياضية، ولم تقتصر على المقيمين فيها منذ مووووبطي؛ بل استقدمت المواهب من بلاد (فيتش) و(أووف) ـ ما أحلاها بصوت (الحلا كله)! ـ وحققت بها كأس العالم في كرة اليد، وربما لن يحل مونديال الدوحة (2022)، إلا وقد جنست (مان يونايتد)، و(بايرن ميونخ)، و(البرشا)، من مبدأ: «إذا جنَّسْت جنِّس جمـ. ما يحتاج .. (أم رقيبات) أصايل بنات حمايل!! ومثلها فعلت (البحرين) بعدة متسابقات أولمبيات، آخرهن البطلة (روث حبيبيت) الخليجية الوحيدة الحائزة على ميدالية ذهبية في (ريو) حتى الآن!! ولكن التجربة القطرية أقرب لعاداتنا وتقاليدنا العربية الإسلامية؛ فلم تجنِّس حتى الآن اسمًا يذكر من النساء؛ رغم استضافتها لأشهر بطولات التنس الأرضي، وسباقات الدراجات، والماراثون، وغيرها! أما تاريخيًا، فالسجلات تثبت ريادة المملكة في تجنيس المواهب الرياضية، رغم احتجاجها على تجنيس غير المسلمين، ومشاركتها بمنتخب (رمزي) في كأس الخليج الرابعة في الدوحة (1976)! وبخاصةٍ في النادي (الآهلي)؛ حيث لم يكن أول المجنَّسين (مثلث برمودا) الشهير (أحمد الصغير، وأمين دابو، ومعتمد خوجلي)، ولكن آخرهم (حمزة صالح)، أحد أهم اللاعبين السعوديين، في كأس العالم (1994)! ولا بد أن نعي أن التجنيس الرياضي ليس عيبًا ولا خطأً؛ بل هو عرف عالمي، وقانون دولي، تستفيد منه أكبر الدول في العالم! وجرب أن تستبعد المجنسين من منتخبي فرنسا والبرتغال، منذ أجيال! أو حاول أن تجد أصلًا واحدًا للولايات المتحدة الدبُّوسية الأمريكية!! بل إن هناك قائمة من الرياضيين الذين حملوا شعار دولتين، مثل (ربَّاع القرن) البلغاري ثم التركي (نعيم سليمان أوغلو)!! وعليه فلا بد أن نفكر جديًّا ونجنِّس ما يسمح به القانون الدولي من مختلف المواهب، ولا سيّما النسائية! وإذا كانت البحرين قد اتجهت إلى القارة الأفريقية، فلنتجه نحن إلى شرق أوروبا وروسيا، بدءًا بالمسلمات في (كزخستان) و(غيرقستان) و(البوسنة والهرسك)!! ولن تتكلف وكالة (هيئة الرياضة) للقسم النسائي أكثر من تدريبهن على لبس (العباءات)! ولكن على الرأس أم على الكتف؟؟؟ نقلا عن مكة