(كثيرا ما نستخف بما هو صغير، وننبهر بما هو كبير، مع ان كل ما هو كبير في الوجود كان أصله واوله صغيرعا). مولود بن زادي وهو حالنا في هذه الأيام، لكن الفارق بين واقعنا الذي نعيشه وبين ما قاله مولود زادي اننا نعيش أزمات لا تتوقف ولا تنتهي مثل السكانية والخدماتية بالتعليم والصحة والشوارع والبنية التحتية التي لم تعد تكفي سكانها . فقد أصبح حجم الخدمات والبنية التحتية اقل بكثير مما يتحمله لخدمة هذا الطوفان البشري من كل اصقاع الأرض؟؟؟ الذي لا يتوقف، فاذا كان هذا هو حالنا الان فماذا يمكن ان تكون عليه حال الاجيال القادمة. جيلنا الحاضر لا يمكن ان يقول لاحقا من عمره:( الا ليت الشباب يعود يوما) لكنه سيتمنى الا يعود الشباب اليه اصلا لما فيه من المعاناة وضياع الفرص، وصعوبة الحياة وقلة فرص العمل وكثرة المنافسة والازمة السكانية والأخلاقية والضغط على المساكن والخدمات والأسواق وغلاء التعليم والعلاج والحياة، مما حول الجيل الشبابي الى قوائم الانتظار الطويلة، انه جيل يعيش على الانتظار والامل السرابي. انقلبت الدنيا واحوالها وصارت: صراع في الأجيال، تباين في الثقافات، وازدحام في السكان وضغط على البنية التحتية، مما يجعلنا نسأل عن حال الجيل القادم؟! الجيل القادم، جيل تربى ويتربى على هذه التناقضات والتحديات فمثلا وليس حصرا كلما نظرت الى شاشات التلفزة وما تعرضه من قتل ودمار وفساد وعنف، وكلما نظرت الى الازدحام السكاني غير المبرر، وهو يعيق الحركة، بحيث اضحى الوصول حتى الى أقرب نقطة لا يتحقق الا بطويل وقت ومعاناة، وصعوبة بالغة، فطغى طوفان البشرية علينا، كما هو حال البنيان العمراني الذي ابتلع مساحات واسعة من الأرض والمراعي فصرنا نعاني من كل شيء، من هذه الاعداد السكانية الهائلة، وقلة عدد فرص العمل او بالأحرى انعدامها، وغلاء التعليم الخاص بسبب الازدحام على التعليم الحكومي من مدارس وجامعات والعلاج والمستشفيات، وحتى على المواد الأساسية لعيش. عندما نرى ذلك ونعاني منه نتساءل: ماذا بقي للأجيال القادمة؟ هل سيبقى لهم متسع لبناء مساكن او هل يستطيعون بناء هذه المساكن؟، وماذا بقي لهم من لقمة العيش وسبله من أجل حياتهم وبقائهم، وهل يجدون لهم مقاعد للدراسة في الجامعات والمدارس او المؤسسات او المستشفيات؟؟؟؟، كيف سيعيش ابناؤنا في خضم هذه التحديات التي نشهدها بحياتنا إذا كنا نحن أبناء هذا الجيل لا يتوفر لنا اية فرصة او نعجز عن تحقيق هدف ولو كان بسيطا. , ان قلة فرص الحياة والتحديات التي تواجهنا، التي لم تكن في سابق الأيام والاجيال، قد بدأت تتفاقم في جيلنا لتعبر الجسر الى الأجيال القادمة فانعدمت السهولة والبساطة واليسر بحياتنا وضاقت بنا الأرض بما رحبت من الأحوال والاهوال في شتى مناحي الحياة، على الصعيد العملي والدراسي والتعليمي وغيرة من تحديات الحياة الصعبة. والسؤال الان: كيف سينشأ الجيل القادم، وماهي المقومات التي سينشأ عليها!!؟ كيف سينشأ الجيل القادم تعليميا وثقافيا وتربويا ما دام التعليم هذه الأيام أغلي من الجامعات الخاصة فبعض الأهالي يلجأون الى المدارس الخاصة لعدم قدرة المدارس الحكومية على استيعاب المزيد بالرغم ان التعليم يجب ان يكون رمزيا او مجانيا وان يكون حقا لجميع الناس فليس الكل قادر على تحمل فاتورة التعليم. اين سيسكن أبناء الجيل القادم وعلى اية أراضي سيبني منزلا؟؟؟ هل سينشئ جسورا معلقة لاستيعاب الازدحام البشري والمروري ام ستبني حدائق معلقة لاستيعاب الازدحام العمراني والسكاني؟؟؟ أما بنسبة لفرص العمل وتكافؤ الفرص هل سيجدون وظائف مادام الجيل الحالي على عدده الأقل الان لا يتوفر له الا القليل منها؟؟؟، فيجب ان يكون مدعوما بواسطة ليقفز عن حواجز الدور ويأخذ فرصة غيره للأسف الشديد. حقوقنا باتت في دائرة المنقوصة والانتقاص شيئا فشيئا حتى تصل الى العدم في نهاية المطاف. ان من الضروري اصدار قوانين جديدة تنظم وتقنن هذا الطوفان السكاني الهائل، فالبناء العشوائي والاصطفاف العشوائي وازدحام الشوارع والأسواق والمؤسسات وقلة فرص العمل ورجعية الاعلام واستغلال المدارس والهيئات التعليمية للطلاب، كلها مآسي متراكمة . يجب ان تكون هناك رقابة وتحديد للأسعار والرسوم الصفية والمدرسية والمعاهد والكليات والجامعات الخاصة، وانشاء بنية تحتية وتنظيم عمليه البناء والشوارع وعمل خطة للمدارس والمستشفيات والهيئات والجامعات، وان نعمل على تنظيم التدفق البشري فالوطن امانه بأعناقنا والاجيال القادمة امانه في اعناقنا. والا فإننا سائرون كلنا الى الضياع وسنورث الجيل القادم هذا الضياع.