بعد تعرض السلطات الأوكرانية لضغوط من أجل إثبات زعمها أن وثائق حسابات سرية تظهر دفعات نقدية خصصها حزب سياسي موالٍ لروسيا إلى «باول مانفورت»، رئيس الحملة الانتخابية لدونالد ترامب، أصدرت السلطات في كييف يوم الخميس الماضي سجلات تظهر أرقاماً بلغت ملايين الدولارات. وتشير السجلات التي تم الكشف عنها أيضاً إلى دور كبير لعبه عضو بارز سابق في الحزب السياسي الموالي لروسيا والمعروف باسم «حزب المناطق»، في توجيه الأموال إلى مستشارين «جمهوريين» و«ديمقراطيين» وجماعات ضغط من الولايات المتحدة، في إطار محاولة الحزب تحسين صورته في واشنطن. ووقّع «فيتالي كاليوزني» العضو السابق في الحزب، والذي كان رئيساً للجنة العلاقات الدولية في البرلمان الأوكراني، تسع مرات على استلام دفعات مخصصة لرئيس حملة ترامب «باول مانفورت»، حسبما أكد «سرهي ليشنكو»، عضو البرلمان الذي درس المستندات. وكان «كاليوزني» أيضاً عضواً مؤسساً في مجلس إدارة منظمة غير حكومية تتخذ من بروكسل مقراً لها هي «المركز الأوروبي لأوكرانيا المعاصرة»، الذي استعان بـ«بوديستا جروب»، وهي «جماعة ضغط» تتخذ من واشنطن مقراً لها، وحصلت على 1.02 مليون دولار للترويج لأجندة مرتبطة بشكل عام بـ«حزب المناطق». ولأن الدفع جرى من خلال منظمة غير حكومية، لم تسجل «بوديستا جروب» على أنها جماعة ضغط لكيان أجنبي. والمؤسس المشارك في «بوديستا جروب» هو «جون بوديستا» رئيس حملة الانتخابات الرئاسية لهيلاري كلينتون، وشقيقه «توني بوديستا» هو من يدير الشركة في الوقت الراهن. ولم يتم الكشف من قبل عن دور «كاليوزني»، مبرمج الكمبيوتر السابق من مدينة «دونيستك» التي تقع في شرق أوكرانيا، في توجيه الأموال إلى شركات تابعة لمديري كلا الحملتين «الجمهورية» و«الديمقراطية». و«كاليوزني» أحد الأعضاء الثلاثة في «حزب المناطق»، الذي أسس المنظمة غير الربحية. وكشفت تقارير إعلامية الأسبوع الماضي أن «مانفورت» وزميله «ريك جيتس» هما من قدما جماعتي «بوديستا جروب» و«ميركوري»، التي تتخذ من واشنطن أيضاً مقراً لها، إلى المنظمة غير الربحية في بروكسل. وأكدت «بوديستا جروب» في بيان لها أن مستشارها قرر أن الشركة ليس لديها التزام بالتسجيل كممثل لكيان أجنبي، خصوصاً أن المنظمة غير الربحية قدمت تأكيدات أنها لم تكن مرتبطة بصورة مباشرة أو غير مباشرة ولا يتم الإشراف عليها أو توجيهها أو التحكم فيها أو تمويلها بصورة جزئية أو كلية من قبل أي حكومة دولة أجنبية أو حزب سياسي أجنبي. وأفاد مساعد سابق لـ«كاليوزني» أنه لم يعد على اتصال مع السياسي، وأنه غير متأكد ما إذا كان لا يزال في أوكرانيا أو أنه عاد إلى «دونستيك»، التي أصبحت الآن عاصمة للجيب الانفصالي المدعوم من روسيا في شرق البلاد. وذكر مسؤولون أوكرانيون أنهم لم يعرفوا بعد ما إذا كانت الدفعات النقدية التي ظهرت في السجلات تم دفعها حقيقة أم لا. من جانبه، أصدر «مانفورت» بياناً شديد اللهجة رداً على المقال المنشور في صحيفة «نيويورك تايمز»، الذي كشف للمرة الأولى عن السجلات، والتي وصفها محققون أوكرانيون بأنها نظام دفع غير رسمي لـ«حزب المناطق». وأظهر المقال أن «مانفورت» حصل على دفعات نقدية بقيمة 12.7 مليون دولار خلال السنوات الخمس الماضية. وأنكر «مانفورت»، الذي تم تجريده من مهام الإدارة اليومية لحملة ترامب يوم الأربعاء الماضي رغم احتفاظه بمسماه الوظيفي، أنه حصل شخصياً على أية أموال نقدية بطريقة غير مشروعة، قائلاً: «إن الإشارة إلى أني قبلت دفعات نقدية لا أساس لها وسخيفة وغير منطقية». يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»