قال الخبير الفلكي البحريني أستاذ الفيزياء بجامعة البحرين رئيس الجمعية الفلكية البحرينية أ.د. وهيب عيسى الناصر أن نجم سهيل سيخرج في سماء البحرين ووسط شبه الجزيرة العربية في يوم الأربعاء 24 أغسطس الجاري الذي يوافق 21 ذو القعدة 1437هـ (اليوم رقم 236) في الساعة 5:00 صباحاً، حيث يسطع نجم سهيل هذا اليوم في الساعة 4:27 صباحاً، ويكون في أقصى ارتفاع له في الساعة 7:53 صباحاً، ويأفل في 11:18 صباحاً، ويكون نجم سهيل لحظتها (الساعة 5:00 صباحاً ) على ارتفاع 3 تقريباً، وفي اتجاه 24 شرق الجنوب (156 ). وبيّن الناصر أن فترة موسم سهيل التي تبدأ من 24 أغسطس إلى 5 اكتوبر المقبل يكون فيها أربعة طوالع هي: طالع الطرفة (24 أغسطس إلى 5 سبتمبر)، وطالع الجبهة ( 6 سبتمبر إلى 19 سبتمبر )، وطالع الزبرة (7 سبتمبر إلى 2 اكتوبر) ، وطالع الصرفة ( 3 اكتوبر إلى 15 اكتوبر)، وعندها ينصرف الحر ويدخل موسم الوسم. وأضاف أ.د. وهيب عيسى الناصر أن مع طلوع نجم سهيل ومقارنة بأول أيام الصيف يزداد طول الظل عند الظهيرة 500% ،ويقل الإشعاع الشمسي 14% ، وتقل عدد ساعات سطوع الشمس بمقدار 7% ، وتقل درجة ميلان الشمس من 23.5 ( إلى 11( ، وبالتالي يقل تركيز الإشعاع الشمسي. واشار إلى أن انخفاض درجة ميلان الشمس لتصل إلى +11 درجة و 19 دقيقة قوسية بعد أن كان درجة ميلانها في اول الصيف ( 21 يونيو) 23 درجة و26 دقيقة قوسية في 21 يونيو ( أول الصيف) حيث خلال هذه الفترة تتأثر المنطقة بالمنخفض الجوي الهندي الذي يصل تأثيره إلى الخليج ويتسبب في هبوب رياح رطبة من بحر العرب والمحيط الهندي فتزداد الرطوبة وهي من أهم التغيّرات الفلكية تحدث مع طلوع نجم سهيل، بالإضافة الى أن ارتفاع الشمس سيقل عند الظهر، مقارنة بأول الصيف (21 يونيو)، حيث يكون ارتفاع الشمس 76 درجة في اتجاه 180 بينما في أول الصيف على ارتفاع 87 درجة تقريبا، و يزداد طول الظل للأجسام مقارنة بأول الصيف، فلجسم طوله 1 م يكون طول الظل هو 24 سم بعد أن كان في أول الصيف 5 سم، بحيث يكون طول الظل عند الظهيرة مع طلوع سهيل أكبر بـ 5 مرات من أول الصيف (21 يونيو). واضاف أن الإشعاع الشمسي يصل عند الظهيرة في البحرين يوم 24 أغسطس إلى 900 وات لكل متر مربع، بعد أن كان في أول الصيف 1050 وات لكل متر مربع - أي بفارق 150 وات لكل متر مربع - مما يعني انخفاضه بمقدار 14% تقريبا، وتقل عدد ساعات سطوع الشمس عن اول أيام الصيف إذ تصل إلى 12 ساعة و53 دقيقة بعد أن كانت 13 ساعة و 47 دقيقة ، أي تقل عدد ساعات سطوع الشمس بمقدار 54 دقيقة أي انخفاض قدره 7% تقريبا. وحول التأثيرات الجوية التي ستحدث في الفترة المقبلة مع طلوع نجم سهيل لفت الناصر إلى زيادة طول الظل عند الظهيرة بمقدار 500% مقارنة بأول أيام الصيف، ويقل الإشعاع الشمسي 14% مقارنة بأول أيام الصيف فتقل الحرارة ، كما تقل عدد ساعات سطوع الشمس بمقدار 7% مقارنة بأول أيام الصيف فتقل الحرارة و يبرد الماء والهواء نسبياً فتقل الحاجة لشرب الماء. ومن هذه التغيرات أيضا أوضح أستاذ الفيزياء بجامعة البحرين رئيس الجمعية الفلكية البحرينية أ.د. وهيب عيسى الناصر ان الرياح الجنوبية أو الشرقية من البحر ستقلل من جفاف الصحراء، ولكن تزداد الرطوبة عند المناطق الساحلية مثل البحرين ومنطقة الخُبر، وعدن اليمنية فتزداد الحرارة الظاهرية خصوصا عندما تنعدم الرياح. واضاف النهار يقصر ويطول الليل نسبياً فتخفض درجة الحرارة وتميل الشمس نحو الجنوب بعد أن كانت عمودية على الرأس تقريبا؛ فيقل تركيز الشمس و يزيد الظل ويكون موسم الرطب الجديد، وانتهاء ادخار التمر (الحويل) ، موضحا ان الأغنام تبدأ بالإحساس بالراحة؛ فتدر اللبن و يبرد آخر الليل في المناطق الصحراوية. وعرّف الناصر نجم سهيل يتواجد في المجموعة النجمية المسماة بالجؤجؤ Carina، وهو ألمع نجومها، وهذه المجموعة النجمية هي الجزء الثالث من المجموعة النجمية الكبيرة المسماة بالسفينة، ونجم سهيل Canopus من ضمن ألمع 20 نجماً في السماء، وهو ذو إضاءة تساوي - 1، أي هو ثاني ألمع نجم في السماء بعد الشعرى اليمانية، ويبعد عنا 314 سنة ضوئية، وهو نجم فتى شاب (طيف B)) ، نصف قطره يساوي 57 مرة نصف قطر الشمس، وإضاءته تعادل إضاءة 21240 شمساً، ودرجة حرارته 8040 مئوية . وذكر الناصر أن نجم سهيل قد ورد في الأساطير العربية ويقال أن سهيلاً له أختان، هما الشعرى اليمانية Sirius - التي نجحت باللحاق بأخيها سهيل الهارب جنوباً جهة اليمن، بعد أن عبر نهر درب التبانة، فظلت في الجنوب (ومنه جاءت التسمية)، والأخت الأخرى هي الشعرى الشامية أو الغميصاء Procyon- حيث لم تستطع اللحاق بإختها فظلت جهة الشام (ومنه جاءت التسمية). وتقول الأساطير أنه من فرط حسرتها وحزنها بكت حتى غمصت عيناها، ولهذا سميت بالغميصاء. وفي حديثه لوكالة أنباء البحرين (بنا) اشار الناصر إلى أن موعد طلوع سهيل في كل عام في 24 أغسطس، مبينا ان سكان الصحراء أبتدعوا طريقة لمعرفة دخول المواسم حيث بدأوا تقويمهم بطلوع سهيل حتى بعد 52 يوماً (15 أكتوبر) فسموه موسم (طلوع سهيل) وثم من 53 إلى 104 يوماً (16 أكتوبر - 6 ديسمبر) سموه (الوسم)، وثم من 105 إلى 144 يوماً (7 ديسمبر - 14 يناير) سموه (أربعانية الشتاء) وهكذا حتى يدخل موسم الشبط (15 يناير - 9 فبراير)، والعقارب (10 فبراير - 7مارس)، والحميمين (8 مارس - 15 أبريل)، والذراعين (16 أبريل - 11 مايو)، والثريا (12 مايو - 6 يونيو)، والتويبع (7 يونيو - 2 يوليو) والجوزاء (3 يوليو - 28 يوليو). وأما من 340 حتى 352 يوماً (29 يوليو - 10 أغسطس) فسموه (المرزم)، ومن 342 حتى 365 يوماً (11 أغسطس - 23 أغسطس) سموه (الكلبين أو الكليبين) وهذا التوزيع يعني أن كل موسم إما 13 يوماً أو مضاعفاته (26، 39، 52 يوماً). والجدير بالذكر كلما اقتربنا من خط الإستواء كلما كان وقت طلوع سهيل أبكر؛ فمثلا عند خط عرض 15 شمالا ( ربما مدينة عدن و صلالة ) يشاهد نجم سهيل في 16 أغسطس، أما على خط عرض 25 درجة (مثل البحرين والرياض) فيشاهد في 24 أغسطس، وعلى خط 30 درجة ( مثل الكويت والبصرة وسيناء) فإنه يشاهد في 18 سبتمبر، و لا يشاهد نجم سهيل على خط عرض أكبر من 37 درجة ( ما بعد حلب، و كركوك في العراق ، وقبرص) .