×
محافظة المدينة المنورة

عام / المؤسسة الأهلية للإدلاء تكثف نشاطها في خدمة ضيوف الرحمن

صورة الخبر

أكد فضيلة د. محمود عبدالعزيز أن مكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين، وبها تُنال الدرجات، وتُرفع المقامات. وأشار د. محمود عبدالعزيز في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الأخوين سحيم وناصر، أبناء الشيخ حمد بن عبدالله بن جاسم آل ثاني رحمهم الله: إن الله تعالى قد خص نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بصفات جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب لافتاً إلى أنه صلى الله عليه وسلم أوصى الصحابي الجليل أبا هريرة بوصية عظيمة فقال: "يا أبا هريرة! عليك بحسن الخلق "فقال أبو هريرة رضي اللّه عنه: وما حسن الخلق يا رسول الله؟ قال: "تصل مَنْ قطعك، وتعفو عمن ظلمك، وتُعطي من حرمك" .. رواه البيهقي. حسن خلق الرسول ودلل خطيب جامع الأخوين على خلق الرسول صلى الله عليه وسلم وحسن خلقه بقول المولى سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) كما أشار إلى ما وصف به سبحانه وتعالى عباده المتقين في كتابه العزيز (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين). وأشار د. محمود عبدالعزيز إلى أن المراد بحُسْن الخُلُق في الاصطلاح الشرعي هو طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى عن الناس، مع ما يلازم المسلم من كلام حسن، ومداراة للغضب، واحتمال الأذى. التقوى وحسن الخلق ونوه إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم حث على حسن الخلق، والتمسك به، وجمع بين التقوى وحسن الخلق، فقال عليه الصلاة والسلام: "أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق" [رواه الترمذي والحاكم]. كما قال صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم" [رواه أحمد]. ولفت إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم عدَّ حسن الخلق من كمال الإيمان، فقال عليه الصلاة والسلام: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً" [رواه أحمد وأبو داود]. و ذكر د. محمود عبدالعزيز عدداً من صفات حُسن الخُلق فأشار إلى أن منها أن يكون الإنسان كثير الحياء، قليل الأذى وأن يكون كثير الصلاح، صدوق اللسان قليل الكلام وأن يكون أيضا كثير العمل، قليل الزلل، قليل الفضول ومن صفات حسن الخلق كذلك أن يكون الإنسان براً وصولاً، وقوراً، صبوراً، شكوراً، راضياً، حليماً، رفيقاً، عفيفاً، شفيقاً ولا يكون لعاناً ولا سباباً، ولا نماماً ولا مغتاباً، ولا عجولاً ولا حقوداً ولا بخيلاً، ولا حسوداً. التضرع إلى الله وبين خطيب جامع الأخوين أن الإنسان لكي يصل إلى هذه المرتبة الإيمانية لابد له من التضرع لله بالدعاء موضحاً أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسأل الله تعالى حسن الخلق، مدللا بما رواه أحمد في المسند من حديث ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي". وذكر الخطيب أن حسن الخلق يكون مع الله ويكون مع عباده أيضاً مشيراً إلى أن حسن الخلق مع الله يكون بالرضا بحكمه شرعاً وقدراً، وتلقي ذلك بالانشراح وعدم التضجر، وعدم الأسى والحزن، فإذا قدر الله على المسلم شيئاً يكرهه رضي بذلك واستسلم وصبر، وقال بلسانه وقلبه: رضيت بالله رباّ، وإذا حكم الله عليه بحكم شرعي؛ رضي واستسلم، وانقاد لشريعة الله عزّ وجلّ بصدر منشرح ونفس مطمئنة، فهذا حسن الخلق مع الله عزّ وجلّ. كف الأذى وأشار إلى أن حسن الخلق مع الخَلق يكون من خلال إحسان الخُلق معهم بما قاله بعض العلماء: كف الأذى، وبذل الندى، وطلاقه الوجه. وأكد أن الأخلاق في دين الإسلام لها شأن عظيم ومكانة عالية ولذلك دعا المسلمين إلى التحلي بها وتنميتها في نفوسهم، وهي أحد الأصول الأربعة التي يقوم عليها دين الإسلام وهي: الإيمان والأخلاق، والعبادات، والمعاملات، ولذا نالت العناية الفائقة الكبرى والمنزلة العالية الرفيعة في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله. وأوضح أن الأخلاق الكريمة تدعو إليها الفطر السليمة، والعقلاء يجمعون على أن الصدق والوفاء بالعهد والجود والصبر والشجاعة وبذل المعروف أخلاق فاضلة يستحق صاحبها التكريم والثناء، وأن الكذب والغدر والجبن والبخل أخلاق سيئة يذم صاحبها. الاقتداء بالنبي وحث الخطيب المصلين على الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل شؤونه ومن ذلك حسن الخلق وبين أنه قد يتصور بعض الناس أن حسن الخلق محصور في الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة فقط، موضحاً أن الحقيقة هي أن حسن الخلق أوسع من ذلك فهي تعني إضافة إلى الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة، التواضع وعدم التكبر ولين الجانب، ورحمة الصغير واحترام الكبير، ودوام البشر وحسن المصاحبة وسهولة الكلمة وإصلاح ذات البين والتواضع والصبر والحلم والصدق وغير ذلك من الأخلاق الحسنة والأفعال الحميدة التي حث عليها الإسلام ورغب فيها.