عواصم - وكالات - لم تمر ساعات على تهدئة، عقدت بوساطات وجهود محلية، حتى اشتعلت المواجهة مجدّداً أمس، بين قوات النظام و«وحدات حماية الشعب» الكردية في الحسكة شمال شرقي سورية، حيث تحدث الطرفان عن انتزاع مواقع، فيما اعلنت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) عن ارسال طائرات لمساعدة القوات الكردية. وقال مسؤول في «قوات سورية الديموقراطية، التحالف المرتبط بـ «وحدات الحماية»، ناصر حاج منصور، إن القوات الكردية التي تسيطر بالفعل على معظم الحكسة، «انتزعت السيطرة على مبان من الحكومة، بينها كلية للاقتصاد وحاجز المشتل». وذكر سكان أن «الوحدات الكردية شنت هجوماً على معسكر الصاعقة غرب المدينة، للوصول إلى حي النشوة الغربي، حيث توجد مقرات قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام وأن معارك دارت في حيي العمران وغويران وسط المدينة». وأفاد الناطق باسم «وحدات الحماية» ريدور خليل بأن «السلطات الكردية أجلت آلاف المدنيين من المناطق الكردية في اليوم الثاني للضربات الجوية والقصف المدفعي من جانب قوات النظام»، مردفاً أن «عشرات المدنيين قتلوا... الحسكة تشهد حربا حقيقية. كل من يستطيع حمل السلاح يقاتل النظام وعصاباته». وأكّد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن القوات الكردية حققت مكاسب في الشطر الجنوبي من المدينة. لكن قوات النظام ذكرت أنها سيطرت في شكل كامل على حي الزهور ومستشفى ومدرسة وسط المدينة، موضحة ان مدفعية «الفوج 123» ساندتهم خلال الاشتباكات على جسر البيروتي الواصل بين حي غويران والحارة العسكرية. وقال مصدر مسؤول في المحافظة إن «الطيران الحربي نفذ ثمان غارات جوية على مواقع أسايش ووحدات الحماية الكردية في حيي النشوة الغربي والشريعة وسط المدينة». وأكد المصدر أن «القوات الحكومية تمكنت من السيطرة على عدد من النقاط التي كانت تتمركز فيها القوات الكردية وسط المدينة، ولاسيما كلية الآداب على أطراف حي النشوة»، مشيرا إلى سقوط العديد من القتلى في صفوف من وصفهم بـ»المتمردين الأكراد». وتفادى الطرفان المواجهة معظم الوقت، فيما تعمل الفصائل الكردية على تطوير حكمها الذاتي في شمال سورية، بحيث يكون إدارة ذاتية ضمن نظام فيديرالي، وهي خطة يعارضها الرئيس بشار الأسد. وهذه ثاني معركة كبرى بين «وحدات الحماية» وقوات النظام هذا العام، ففي أبريل خاض الطرفان معارك دامية على مدى أيام في القامشلي شمال الحسكة. وفي حلب، تواصلت المعارك بعد ساعات على استعادة المعارضة بلدة القراصي في الريف الجنوبي، حيث سقط 10 من قوات النظام، بينهم ضباط، خلال محاولتهم اقتحام الكلية الفنية الجوية في حي الراموسة، فيما تحدثت مصادر المعارضة عن سقوط عدد من عناصر «حزب الله» في حي ضاحية الأسد غرب المدينة، بعد استهداف تجمّع لهم بصاروخ مضاد للدروع، في وقت تجددت الاشتباكات بين المعارضة و»داعش»في محيط بلدة الراعي في الريف الشمالي. وأمس، نفى الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف قصف طائرات بلاده، قبل يومين، حي القاطرجي في حلب، الذي شهد انهيار مقتل مدنيين وإنقاذ طفل من تحت أنقاض منزل منهار، وهو معفّر بالغبار والدم، حيث انتشرت صورته في مواقع التواصل وشغل الرأي العام. وقال كوناشينكوف: «القوات الجوية الروسية لا تقصف أي مواقع للمسلحين داخل نطاق المدن أو التجمعات السكانية السورية. الجماعات المسلحة هي التي تقصف الأحياء المدنية في المدينة يومياً بالمدفعية والصواريخ». بدورها، دعت وزارة الخارجية الألمانية إلى إيضاح تفاصيل هدنة الـ 48 ساعة، التي أعلنت روسيا، أول من أمس، عن استعدادها لتطبيقها في حلب، في أسرع وقت ممكن. وأشارت ناطقة باسم الوزارة إلى أن «من المهم أيضا عدم تكثيف المعارك قبل بدء هذه الهدنة، مثلما حدث أكثر من مرة من قبل في مواقف مشابهة»، لافتة إلى أن هذا التعهد من موسكو يعطي للمرة الأولى منذ فترة طويلة «بريق أمل ضعيف». وأبدت «الهيئة العليا للمفاوضات السورية» استعدادها لدعم الهدنة، شريط الالتزام الفعلي بها وفق آلية أممية للمراقبة وضبط الامتثال، موضحة أنها بانتظار تفاصيل مبادرة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا لتقييم دورها في المبادرة لرفع المعاناة عن السوريين. وفي حمص، قتل 9 أشخاص، وجرح العشرات، جراء غارات جوية شنتها طائرات النظام على بلدة الغنطو في الريف الشمالي، كما تسببت الغارات في دمار في الأبنية السكنية والممتلكات. وفي ريف دمشق، تم إجلاء 13 طفلاً مريضاً من بلدة مضايا المحاصرة قرب دمشق، فيما ألقت مروحيات النظام ثمانية براميل تحتوي النابالم الحارق على أربعة مستشفيات في داريا، منها المستشفى الميداني الوحيد في المدينة، ما أدى إلى خروجه من الخدمة نهائياً. واعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي تنظيم «داعش» أجلوا أسرهم من بلدة جرابلس السورية على الحدود التركية التي تجاور مدينة خسرها التنظيم اخيرا أمام فصائل تدعمها الولايات المتحدة في مؤشر إلى أنهم يستعدون لمواجهة هجوم.