×
محافظة الرياض

“العدل” تدعو لتدقيق بيانات ملاك مخطط الخير “3482″ بالرياض

صورة الخبر

لاشك في ثراء الاقتصاد السعودي ووفرة موارده والحمد لله، فلدينا أكبر عدد من الأثرياء المليارديرات في المنطقة وأضخم الشركات التي تصل أصولها لمئات المليارات من الريالات وهذا خلاف ممتلكات الأفراد حيث تحتفظ البنوك بأرصدة من مئات المليارات الأخرى، وفوق ذلك فإن للدولة الألف وليس مئات من المليارات ومعظمها مملوك في الخارج وفوق هذا وذاك هناك ثروة من النفط تحت الأرض وتحت الخليج تعتبر الأكبر في العالم وتزيد عن كل ما سبق ذكره بعشرات الأضعاف، بالتالي والحمد لله لا يمكن أن ننكر ثراء هذا الاقتصاد ووفرة أمواله، ولقد تم استخراج هذه الثروة على مدار عشرات السنين الماضية لتوفير بنيـة تحـتـيـة قويـة لاقـتـصادنا ولتـشـجيـع الاستـثـمار فـيـه، وبالتالي تـم بـناء الطـرقات والمطـارات وتوفـير الكهـرباء والمـياه وتأسيـس بـنـوك وصـناديـق لدعـم الاستـثـمـارات الصناعـية والزراعـية والعقاريـة وهـذه الجهـود جمـيعها أدت لتـراكم رأس مالي كبـير من المنـشآت والمعـدات والآلات وكلـها تصـب في حجـم ثـروة هذا الاقـتـصاد والحمد للـه. ولكن ومع أهمية كل ما ورد إلا أن أهم ثروة لأي اقتصاد هي الثروة البشرية وأهم استثمار هو الاستثمار فيها وذلك لأن البشر هم الأساس وهم المحصلة فبداية نمو أي اقتصاد تكون بالبشر ونتيجة أو هدف نمو الاقتصاد يجب أن تكون لخدمة هؤلاء البشر ورفاهيتهم، فالإنسان هو أساس التنمية وهو هدف التنمية، ومع كل التقدير لكل العوامل الأخرى فإن الاقتصاد الذي لا ينجح في الاستثمار في البشر وتأهيلهم وتنميتهم فإنه اقتصاد مصيره الفشل مهما كان لديه من ثراء وموارد أخرى غنية، فكل الموارد إلى زوال سريـع إن لم يكن هناك قدرة أو مؤهلات بشرية تستطيـع إدارتها والحفاظ عليها. ولذلك فإن الأهمية والأولية هي العامل البشري وللاستثـمار فيه، فصحيح أن كل البشر سواسية من آدم إلا أنه أيضا صحيح أن الطبيب الجراح يعتبر ثروة ويسمى رأسمالا بشريا ولا يمكن من الناحية الاقتصادية أن نساويه بعامل بسيط أو شخص لم يحصل على الابتدائية إلا بشق الأنفس. كلاهما بشر إلا أن الطبيب الجراح تلقى واستوعب التعليم والتدريب والتأهيل لسنوات تصل لعشرين عاما ويعتبر استثمارا مهولا بالملايين وأتقن هذا العلم وملكه ليصبح هو بحد ذاته ثروة تقدر بالملايين ولكن تمشي على الأرض، ولا يمكن أن نساوي مجتمعا أو اقتصادا يكون مواطنوه من المتعلمين المثقفين المتدربين والمؤهلين مع مجتمع أو اقتصاد يكون مواطنوه من الأميين غير القادرين على أي مهنة أو صنعة ولو تساووا في المداخيل أو في الثروة فالمجتمع الأول ثري بمواطنيه وهم من يصنع الثروة وليس فقط يحافظ عليها، بينما الثاني قائم على ما لديه من ثراء ولم يصنعه وبالتالي لن يستطيع أن يحافظ عليه.. ولذلك فإن التركيز المستمر على التعليم والتدريب والتأهيل هو أساس النمو، والإنفاق في هذه المجالات لا يعتبر صرفا للاستهلاك وإنما هو استثمار وأهم استثمار لأنه استثمار في العامل البشري وتكوين لأهم رأس مال وهو رأس المال البشري، وهذا الذي يحافظ على أي ثروة وينميها بإذن الله وبالإضافة لذلك فإن تطوير البشر والاستثمار فيهم يساهم في تحقيق مساواة في توزيـع الثروات، فالاستثمارات المادية من مصانع ومزارع وطرقات وغيرها مهمة ولكن ممكن أن تكون فائدتها أو حتى ملكيتها لشخص أو أشخاص معدودين أو قلة في المجتمع وبالتالي لا تحقق مساواة في توزيـع الثروات والدخول ولكن الاستثمارات البشرية لا بد من أن تكون واسعة وبالتالي تستفيد منها أكبر شريحة ممكنة من المواطنين وهكذا تساهم في تحقيق مساواة أكبر في الدخول ومساهمة أكبر في التمتع بالثروة ولأعرض شريحة ممكنة من المواطنين.