أعلن وسطاء منظمة التنمية الحكومية لدول شرق أفريقيا "إيقاد" أمس، تعليق الجولة الثانية من مفاوضات سلام جنوب السودان التي بدأت أول من أمس بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا بسبب تمسُّك المتمردين بوصول محتجزين في كينيا لمقر التفاوض. وكانت جـولـة المفــاوضــات انطلقت بحضور رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالجين بعد تـأكيدات من الوسطاء لـوفــد المتمردين الذين يتزعَّمهم نائب الرئيس المقال رياك مشار بسماح كينيا لـ7 قادة سياسيين أفرج عنهم الرئيس سلفاكير ميارديت مؤخراً وسلمهم لنيروبي بالسفر لأديس أبابا. وقال المتحدث باسم وفد المتمردين المفاوض في إثيوبيا يوهانس موسى فوك إن "الوسطاء أبلغونا أن المحتجزين بنيروبي وصلوا أمس لأديس أبابا وقلنا لهم بعد وصولهم ليس هناك مشكلة ويمكننا أن نستأنف المفاوضات". وينتظر أن تبحث الجولة الثانية من المفاوضات قضايا سياسية من أجل الوصول إلى اتفاق سلام يجنِّب الدولة الوليدة الانجراف في حلقة العنف. وقال وسطاء الإيقاد إنهم وضعوا خططا متكاملة لإطار التفاوض بين الأطراف في الجولة الثانية شملت الجوانب الإنسانية والاقتصادية والسياسية. من جانبه، أعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، ورئيس حزب "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الحاكمة، إنهاء عضوية نائبه السابق رياك مشار، وتسعة آخرين من عضوية الحزب والبرلمان. وقالت تقارير إخبارية أول من أمس، إن الرئيس سلفاكير ميارديت قرر فصل نائبه المقال، رياك مشار، الذي يقود تمرداً عليه منذ شهر ديسمبر الماضي، من البرلمان وعضوية حزب الحركة الشعبية الحاكم، مشيرة إلى أن قرار الفصل نهائي من كشوفات البرلمان والحزب، وإنه تم وفقاً لدستور الحركة. وشمل القرار 9 آخرين، ومن بين أبرز الذين شملهم القرار تعبان دينق، حاكم ولاية الوحدة النفطية السابق الذي يترأس حاليا وفد مجموعة مشار في مفاوضات السلام في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا إلى جانب القيادي، الفرد لادو قوري، بعد أن انضم مؤخراً للمجموعة. وعلى الصعيد الميدانى، لقي 9 أشخاص مصرعهم وأصيب 3 آخرون فى هجوم شنه المتمردون بجنوب السودان على قافلة للمدنيين بمقاطعة مايوم بولاية "الوحدة". وقال متحدث باسم الجيش الشعبى، مالاك أيوين، إن الحافلة التي تم الاعتداء عليها من قبل القوات المتمردة الموالية لرياك مشار، كانت لمدنيين ومتجهة إلى مدينة بانتيو بولاية الوحدة، وأكد أن ذلك يعد انتهاكا صريحا لوقف إطلاق النار والأعمال العدائية الذي تم الاتفاق عليه مؤخرا في أديس أبابا، مضيفا أن بعض المتمردين لا يزالون يهاجمون المناطق السكنية التي يقطنها المدنيون. إلى ذلك، حذر مسؤول تابع للأمم المتحدة في جنوب السودان، من مجاعة محتملة في حال عدم قدرة السكان على زراعة وحصاد المحاصيل، وقال توبي أول من أمس "إنه عقب القتال الكبير الذي اندلع في ديسمبر الماضي، ركزت الأم المتحدة على عملية إنقاذ الحياة وإعداد توزيع الطعام ومنع المجاعة". وقالت المنظمة إن إجمالي عدد الذين شردتهم أعمال العنف بين الحكومة والمتمردين بدولة جنوب السودان بلغ 870 ألف شخص، نزح 724 ألفاً منهم بأرجاء البلاد فيما لجأ نحو 145 ألفاً آخرون إلى دول مجاورة.