توفي رجل الأمن الرقيب أول بالدوريات الأمنية بمنطقة نجران عبد الرحمن بن مهدي آل سالم وزوجته غرقاً في سد المليحة بمنطقة نجران ، تاركاً خلفه خمسة من الأطفال أكبرهم راكان ابن الـ ١٢ ربيعاً. القصة بكل تداعياتها تعتبر واقعاً مؤلماً وحزيناً لهذه الأسرة التي فقدت الأم والتي لم تكمل عامها الأول من الغياب الأبدي حتى كان للفقد موعداً آخر مع راكان وإخوانه حين حضر القدر ليأخذ والدهم الذي حتماً لا يمكن أن يعوضهم حنان والدتهم. وتعود حيثيات الواقعة بحسب التفاصيل التي تحصلت عليهاالوئام إلى يوم الثلاثاء المشئوم، حيث أخذهم والدهم في رحلة تنزّه برفقة زوجته الجديدة التي لم يمضي على زواجه منها سوى أربعة أشهر وكانت وجهتهم إلى ذلك المكان الذي سيكون فيه رحيلً جديد وفقداً مؤلم ونهاية حياة. فلم يكن يعلم الأب أن آخر علاقته بأطفاله الخمسة اليتامى من الأم ستكون بالقرب من احد السدود الحديثة في محافظات نجران الشمالية، حيث ساقه القدر ليكون مكان نزولهم عند تجمع مائي على مقربه من أسفل السد. فقد كان السد فائض وما إن استقروا تحت ظل إحدى الأشجار الكثيفة على طرف مفيض السد حتى توجهت الزوجة لتجمع الماء وسقطت في الماء فجأة ولحقها الأب لينقذها فابتلعتهم البحيرة معاً وحدثت الفاجعة لـراكان وإخوانه، حيث انتظروا خروجهم إلا أنه لم يعد ومعه الزوجة الشقية. وفي النهاية حزم راكان أمره وجمع إخوانه وغادر المكان على أقدامه يحمل شقيقه الرضيع ويوجه أشقاءه الآخرين أمامه حتى وصل احد المنازل في مرتفع جبلي يبعد عن السد ٢ كيلو متر، حيث استنجد بصاحب المنزل الذي بدوره ابلغ الدفاع المدني وحضرت فرقة الإنقاذ بعد فوات الأوان ووجدوا الزوجة طافحة فوق الماء أما الأب فأخرجه احد الغواصين متوفياً مع زوجته. وهكذا انتهت قصة فقد الأطفال الخمسة لوالدهم الرقيب أول بالدوريات الأمنية بمنطقة نجران عبد الرحمن بن مهدي آل سالم ليلحق بوالدتهم وتبدأ معهم قصة طويلة من اليتم لا يعلم تفاصيلها سوى العزيز الحكيم. جدير بالذكر أن سد المليحه قامت بإنشائه وزارة المياه والكهرباء في عام ١٤٣٢ وتبلغ سعته ٤٧١،٠٠٠ متر مكعب من المياه وطوله 121 متراً وارتفاعه ١٧ متراً وطول المفيض ٣٠ متراً وكل الجهات المحيطة بالسد مفتوحة ومنخفضة وغير مؤمنه ويسهل الوصول له من كل اتجاه. وتعتبر وفاة عبد الرحمن آل سالم وزوجته تعتبر ثاني حادثة غرق بالقرب من السد في غضون خمسة أشهر، حيث أشارت المعلومات إلى أن كل السدود في المحافظات الشمالية لمنطقة نجران لا يوجد على الطرق المؤدية لها بوابات أو حراسات تمنع المواطنين من الاقتراب منها أو التنزه في محيطها مع كثرة التجمعات المائية الناتجة عن مفيض السدود أثناء هطول الأمطار. رابط الخبر بصحيفة الوئام: بالصور.. وفاة رجل أمن وزوجته «غرقاً» في سد المليحة بنجران