تاريخياً، غلبت صفة الغرابة على الأخبار التي تناولت بدايات الأقراط، فبعض الشعوب اعتبرت ثقب الأذن وسيلة لطرد الروح الشريرة من الجسم. وفي حقبة أخرى، كان القرط يدلّ على الثروة والرخاء الإجتماعي، وعلى تحديد الهوية القبليّة أو الدينيّة. وفي الملاحة، كان القرط مؤشراً على أنّ البحّار جال العالم وقطع خط الاستواء! لم تتطوّر الأقراط بسرعة خصوصاً مع ظهور أنواع أكسسوارات أخرى تفوقّت في جماهيريّتها. تغيّر الحال اليوم، وباتت الأقراط تترافق مع أثمن الأحجار الكريمة، وتحوّلت إلى قطعة أساسيّة في إطلالة أي إمرأة تهوى الأناقة. أيقونات الموضة في عودة سريعة لأيقونات عالم الموضة، نتذّكر عشق غريس كيلي لأقراط اللؤلؤ، وأودري هيبورن للأقراط الناعمة، وعدم تخلي إليزابيث تايلور عن مجوهرات وأقراط Cartier. ومن نجمات الأمس إلى نجمات اليوم اللواتي أدركن أيضاً قيمة تزيين الأذن بما يناسبها، وقدرة الأقراط على تحسين الشكل بصورة مذهلة! وهي حال دور المجوهرات العالمية التي تعي بدورها هذا التأثير وتحرص على ابتكار أجمل الموديلات وافخمها لتتمم إطلالات النجمات على السجّادة الحمراء. والأشهر على الساحة Cartier و Bvlgari و Harry Winston و Tiffany Co و Chopard و de Grisogono وغيرها. أدخلت هذه الدور أفخم أحجارها الكريمة في صناعة الأقراط مثل الزمّرد والياقوت والماس وغيرها من العناصر لتساهم في إعلاء شأن هذا الاكسسوار. معايير الاختيار الصحيح أول المعايير التي تحدد اختيار الأقراط هو شكل الوجه، فالأقراط الرفيعة والطويلة تناسب صاحبات الوجه الدائري نظراً لقدرتها على إظهار الوجنتين والصدغين والجبين أقل عرضاً، وبالتالي أنحف. أما الأقراط الناعمة والدائريّة فهي الأنسب لصاحبات الوجه الطويل، في حين تلائم الأقراط الضخمة صاحبات الوجه على شكل قلب، لأنّها تركّز النظر على كراسي الوجنتين، وتبعد الاهتمام عن طول الذقن، لتناسب مختلف أشكال الأقراط صاحبات الوجه البيضاوي. المعيار الثاني هو طول العنق، فكلّما كان قصيراً، من الأفضل ارتداء الأقراط الصغيرة، أما الخيارات مع العنق الطويل فأكثر تنوعًا. من طول العنق إلى تسريحة الشعر وقصّته، فتسريحات الشعر المرفوع تناسبها الأقراط الماسية الصغيرة أو متوسطة الطول، وهي الحال نفسها مع قصّات الشعر القصير مثل البيكسي والبوب والكاريه. بخلاف الشعر المجعّد الذي يعشق الأقراط كبيرة الحجم، والمالس الذي تناسبه الأقراط الطويلة أو المتدليّة من الأذن. الأقراط تعكس الشخصية للأزياء دور أساسي في عمليّة الانتقاء أيضًا، خصوصاً مع قبّة الملابس، فالقبّة العالية تناسبها الأقراط الماسية أو حبّات اللؤلؤ، أما القبّة الدائريّة فهي مثاليّة للأقراط الكبيرة، لتكون المتوسطة أنيقة مع القبّات المربّعة والمستطيلة، أما القبّة على شكل V فتناسبها الأقراط الناعمة. عند الابتعاد قليلاً من عالم الموضة، والاقتراب من عالم المجوهرات وعلاقتها بالشخصيّة، نجد أنّ علماء النفس يؤكدون على أنّ اختيار الأقراط يعكس ما في داخل المرأة من أحاسيس ومكنونات. فالمرأة الأنيقة والبريئة وصافية القلب تختار اللؤلؤ، أما الماس فهو للمرأة التي تحب لفت الأنظار وتعشق الأضواء وجذب الانتباه، أمّا أقراط الأحجار الكريمة تدلّ على أن صاحبتها جريئة وشجاعة. لشكل الأقراط دلالات شخصية أيضاً، فالمرأة التي تختار الشكل الدائري أكثر تقبلاً وانفتاحاً من المرأة التي تختار الأقراط الطويلة أو الناعمة جدًا.