×
محافظة المنطقة الشرقية

الطلب على الحديد يرتفع خلال النصف الأول مع استقرار الأسعار

صورة الخبر

بمنتصف النهار ودرجة الحرارة لا ترتقي إلى الصفر المئوية, يغادر الأطفال مدارسهم مشيا على الأقدام، بملابسهم الشتوية زاهية الألوان، وحقائب ظهر صغيرة و خفيفة؛ يتوقفون قليلا عند السوبر ماركت، يتناولون المشروبات و يلوكون أحاديثا صغيرة لا أفهمها.. يتبادلون الضحكات النابعة من القلب بسعادة خالية من الحسابات والوجل. يتفرقون بعدها كل في طريق بيته وحيدا دون أن يلتفت أيهم إلى الخلف خوفا من غدر ما هكذا رقبت صباحات و أول مساءات مدينة سيئول الكورية, و رغم بساطة المشهد وانسيابيته الاعتيادية، إلا أن صورة ذهنية تحاصرني لمانشتات صحف ما جعلتني أراه كمشهد من فيلم سينمائي, أو فصل في رواية خيالية نغلق دفتيها بعد الفراغ منها, لنذهب للتأكد أن جميع ابواب الغرف ومداخل البيت الخارجية موصدة جدا على أطفالنا خشية عليهم من أمر حدث كثيرا لأقرانهم وقد يحدث لهم في أي لحظة إن غفلت أعيننا عن حراستهم لجزء ضئيل من الدقيقة ! لم أرَ خلال تجولي بتسعة شوارع كنت أجوبها شارد الذهن أي مركبة للأمن ولا أكياس رمل تقضم أطراف الأرصفة، ولا جند يلونون مداخل المباني ببزاتهم، ولا أي مشهد يدل على احتياطات أمنية مفرطة. كان الأمان مستشريا بركض الأطفال وعبثهم و رائحة طبيخ أمهاتهم, دون خشية تحرش بكبدها العائد من المدرسة, بل و بإنكفاء الآباء خلف المكاتب تفرغا للإنجاز دون الإنشغال بإحتمالات الإختطاف ! عبرت الشارع العاشر, دون جند, واخترت مقهى ينتصفه كي أتفرغ لتكبد تساؤلاتي الكثيرة المرة عن مصدر هذا الأمن الجاري بعروق مدينة لا تخرج الزكاة ولا تصلي للرب كما يجب, و بكل مرة لا أجد سوى جوابا واحدا لم أصل لغيره، وأبحث لديكم عن أجوبة أخرى إن وجدتم كان جوابي الوحيد أن الأخلاق هي حارس الأمن الأول, فما الأمن سوى منظومة تربوية متكاملة لا علاقة لها بمعتقد أو أرض أو جند!   سعيد الأحمد رابط الخبر بصحيفة الوئام: أطفال الطريق