أشار عزالدين ميهوبي وزير الثقافة الجزائري إلى حروب جرت بسبب اللغة، لأن اللغة تعبر عن الهوية. وقال إن لغات العالم كلها تعيش حالات توتر بفعل مؤثرات عدة. مؤكداً أن اللغة تتطور بتطور المعرفة. جاء ذلك خلال محاضرته التحولات اللغوية في العالم ومستقبل العربية التي نظمها الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، في مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والانسانية بأبوظبي، وذلك مساء أول من أمس بحضور أحمد شبيب الظاهري المدير العام للمؤسسة، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي ولفيف من الكتاب. انقراض اللغات أدار المحاضرة الشاعر حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، الذي أشار إلى أن ميهوبي شاعر ومسرحي وأديب ومفكر، وقد شغل عدة مناصب سابقاً قبل أن يصبح وزيراً للثقافة، منها رئاسة اتحاد الكتاب العرب. استهل الوزير الجزائري محاضرته بالقول إن العالم في عام 2100 سيكون بدون اللغة التي نعرفها. وأوضح يجمع علماء اللسانيات أنه يوجد في الوقت الحاضر ما بين 5000 و6000 لغة، وأنه ما بين 250 إلى و300 لغة تنقرض سنوياً. ولهذا سيشهد القرن الحالي انقراض نصف لغات العالم. وأضاف: بحلول 2100 ستوجد 500 لغة فقط ممثلة شكلياً على شبكة الإنترنت. وقال الميهوبي: إنه متفائل باللغة العربية ويرى أنه ستكون هناك ثلاث اتجاهات للغة: الأولى العائلة الغربية التي لها قاموس وجغرافية واحدة، والصينية التي تشهد تطوراً، والعربية التي تتجه في شكل مختلف عن غيرها من اللغات. قضايا طرح عز الدين ميهوبي العديد من القضايا مثل قدرة البشر على إنتاج اللغات، مثل اللغة التي أوجدها المسلمون بعد سقوط الأندلس، كما استعرض تصور الأديان عن اللغة. واستعرض رأي عدد من علماء اللغة، منهم كما أوضح رأي فريق هومبير الذي وجد إن آثار اللغة الأولى كانت في المناطق الأفريقية. واستشهد أيضاً برأي أمبرتو الذي قال: أشعر باستمرار بأن العالم لا وجود له وهو ليس أكثر من منتج للغة واستعرض أخيراً الصراع على اللغة مستشهداً برأي هنتنغتون في كتابه من نحن. مسائل شائكة وصل ميهوبي إلى مسائل شائكة تعبر عن أن اللغة هي وجود وكيان وقال: تُقتل اللغة عندما تسلط عليها لغة أخرى ومن هنا اعتبرت الإنجليزية قاتلة اللغات، ولكن رغم من يروجون إنها عالمية لكن لا يوجد لغة كونية، بل هي لغة موجودة على مستوى العالم. وأشار إلى أن الانجليزية طورت من لغتها وأصدرت قاموساً مؤلفاً من 1500 كلمة لأجل القدرة على التواصل وبالتالي زيادة انتشارها. وأشار إلى صراع بين اللغات مثل الانجليزية والفرنسية، الفرنسية والعربية، التركية واليونانية، والانجليزية والإسبانية والهندية. إشارات تناول الدكتور الميهوبي في محاضرته مسألة تطوير اليهود للغتهم فقال: بعد قيام الكيان الصهيوني في العام 1948 أصبحت العبرية لغة وطنية، بالنسبة لهم، ولم تكن تضم في معجمها إلا 5600 كلمة خليط من التوراة واليديش. ولكن بعد ذلك تطورت العبرية كما أرادوا لها مستندين على اللغة العربية وقواعدها، ووصلت التطور إلى أن أصبحت لغة البحث العلمي في معهد وايزمن للدراسات العلمية. وهنا نوه إلى وجود ما يسمى باللغة المغلقة كالفرنسية والمفتوحة أي التي تتطور وتستعير من غيرها كالانجليزية.