تشهد المدينة العمالية بالمنطقة الصناعية حياة متكملة للآلآف من العمال, ومع ذلك لا تزال تشهد تلك البنايات السكانية بالمدنية طلباً متزايداً من قبل الشركات العاملة بالقرب من المنطقة ومن مناطق أخرى مجاورة , حيث تتوفر لتلك المدينة التي تتسع64 ألف سرير. وتتوفر بالمدنية العديد من المميزات التي ترغب الشركات بتوفيرها لعمالتها, كالمجمعات التجارية والأندية الرياضية والمراكز الصحية العاملة لـ24 ساعة يومياً بالاضافة الي الحدائق والمساحات الخضراء الواسعة. وعلمت «العرب» من أحد العاملين بأحدي الشركات الموكلة لتاجير المساكن بالمدنية أنه سيجري توسع بالقرب من المدينة ومن جانبها «العرب» تجولت في المدينة الصناعية ورصدت مدى توفر الخدمات الأساسية للعمالة بما يسهم بتخفيف أزمة سكن عمالة العزاب في المناطق المحيطة بالمنطقة الصناعية. قال أحد العمال بالمدنية ويدعي ديبا لـ «العرب» إنه يفضل السكن في هذه المدينة للعديد من الأسباب أهمها توفر المواصلات العامة فيها، وسهولة الوصول إلى المراكز التجارية ومركز العيادات المتعددة عند بوابتها الرئيسية, كما أن الغرفة الواحدة تحوي جميع المرافق ولا تكتظ بالعديد من العمال كما في مناطق خارجها, ففي الأحياء القريبة نجد زاحما من العمال . وفي السياق ذاته اعتبر «ساروت» أن قرب المدينة العمالية من العديد من مواقع العمل بالمنطقة الصناعية جعلها الوجهة المفضلة لدى العمالة والشركات على حد سواء, ولكنها من ناحية أخرى مناسبة للعمالة من العزاب ؛ لأنها تُعّد مدينة منفصلة عن بقية المواقع في الدوحة, مشيرا إلى توفير العديد من المزايا الجيدة بالنسبة للعمالة من الشباب منها وجود دار سينما وصالة رياضية إلا أن عدم السماح بالطبخ في الشقة يثير استياءه. توفر المرافق وتابع أحد العمال من قاطني المدنية العمالية بالمنطقة الصناعية ويدعي «راجيف» قائلا : إن السكن في المدينة وفر الكثير من وقت التسوق على العمال الذين اضطروا إلى زيارة الأسواق والمجمعات التجارية المختلفة في الماضي بعيداً عن أماكن سكنهم بينما توفر المدينة العمالية كل احتياجاتهم بالقرب من مكان السكن. من ناحيته قال «راجيش» أنه يقوم بزيارتها يومياً: إن توفر جميع المرافق من مجمعات تجارية وطبية وصالات رياضية يجعل المدينة وجهة العمالة جميعها في المنطقة الصناعية, وقال: إن عائلته كانت معه في الماضي؛ لذلك لم يفكر في سكن المدينة العمالية, ولكنه يرغب اليوم بسكنها بعد أن أصبح لوحده. وأضاف أن المدينة بحاجة إلى توسعة, وأنه يحاول عبر شركته إيجاد مكان له دون جدوى, وأن الشركات المؤجرة طلبت منه العودة بعد ستة أشهر. وقال أحد العمال ويدعي «سارج» أن المدنية تضم مركز صحي ومجمع عيادات بالقرب من البوابة الرئيسية للمدينه منوها بأن المدينة تعد من أفضل مواقع السكن بالنسبة للعمال وأن توفر أماكن عامة مثل الحدائق والأسواق تجعلها أفضل من أي موقع سكن خارجها. ومن جانبه قال «ساترودان» إنه يقطن المدينة العمالية منذ سنتين منتقلاً من مدينة راس لفان الصناعية, وأنه يقطع المسافة يومياً, وأنه على الرغم من توفر كل ما يحتاجه في المدينة العمالية بالصناعية إلا أنه يفضل لو عاد بالسكن إلى راس لفان. التوسعه قادمة أحد المقيمين العاملين في مجال تأجير الشقق في المدينة العمالية والقاطن منذ عام في نفس المدينة ويدعي هشام بو مرواز قال لـ «العرب»: إن العديد من الشركات تفضل إسكان عمالتها هنا في المدينة العمالية بالصناعية, لما تمتاز به من سعة مساحات وتوفر مرافق صحية وخدمية. وتابع أن الشركات هنا تقوم بالتكفل بنظافة غرف وشقق العمال عبر فرق تنظيف ليلية ونهارية, حيث إن كل شركة من شركات التأجير تقوم بتأجير عدد من البنايات، فشركته على سبيل المثال تقوم بتأجير 18 بناية في المدينة وأن معظم المتعاقدين هم من كبرى شركات الإنشاءات في قطر ممن تحوي مئات الموظفين والعمال من العزاب وأن القانون لا يتيح تأجير إشغال الغرفة الواحدة بأكثر من أربعة أشخاص. ولفت إلى أن المدينة شهدت خلال العام الماضي تطوراً في عدد من المرافق أهمها الخدمات الصحية المقدمة لجميع العمال القاطنين دون استثناء, إلا أن بعض الحالات المرضية المصنفة «خطرة» فإن ثلاثة سيارات إسعاف أمام مجمع العيادات الطبية تتناوب خلال ساعات النهار والليل, لنقل المرضى إلى المستشفى الأقرب في الوكرة. وأكد لـ «العرب» أن توسعة قريبة في الجهة الجنوبية من المدينة ستضم عدداً كبيراً من الأبنية في موقع لا يفصله عن الموقع الأول للمدينة سوى شارع.;