كتابات كثيرة نقرأها، فنراها تأجج الطائفية، والتي أصبحت- للأسف- تتصدر بأسلوب يستحوذ على العقول الطائفية المشرنقة.... والدهاء في ذلك بخلط الحابل بالنابل فأصبح هؤلاء يمشون عكس التيار كأسماك السالمون التي حيرت العلماء حتى الآن في سلوكها الغريب، فهناك بشر يمشون عكس مبادئهم بعكس التيار المنتمين إليه. حبكة مغايرة خبيثة عن التغريد خارج السرب مع استمرار فنون الحبكات المثيرة والغريبة. فهل منظرالدماء والتفجيرات واستشهاد الشباب والأطفال وقهر الآباء وترمل النساء يعجبكم؟! وهل أصبح عندكم قنبلة ناسفة تحرق عائلة مسالمة- أي كان مذهبها- تفرحكم؟! وهل أصبح عندكم منظر رجل- ينتمي لأي فكر أو مذهب- يبكي على أبنائه المحروقين يعجبكم؟! فهل أصبحت عواطفكم وضمائركم طائفية لهذه الدرجة؟! هل هذه هي صورة الإسلام التي يجب أن ينحني لها العالم تبجيلاً واحتراماً، لدين يحاسب المرء على قلبه قبل فكره... فعجباً لكم! أين ضمائركم؟! المثير حقاً... ان من يزجون هذه الكتابات التحريضية الطائفية على مشارف الخمسين والستين... لا أعرف ماذا يريدون بالضبط؟! فعلا... شيء غريب لا علاقة له بالإنسانية. ونسى هؤلاء... أن جميع المسلمين يشتركون بتوجههم خمس مرات في اليوم إلى قبلة واحدة، رافعين أيديهم في اتجاه بيت الله الحرام في كل دعاء. مسألة في غاية الألم لحال المسلمين، فبعض الأسر مسؤولة عن زج أبنائها في أتون الطائفية... وبعض وسائل الإعلام مسؤولة أيضاً، وبعض مشايخ الدين مسؤولون مسؤولية تامة عن ذلك، وهناك وسائل لا تعد ولا تحصى لزج سموم الفكر الطائفي. فهناك من يأجج الطائفية لغايات دفينة... ليثاب على استحواذ أكبر قدر من أصوات المؤيدين للانتخابات، فماذا تتوقعون عندما ينتخب هذا النموذج من عامة الشعب ويشغل منصب نائب فهل سيكون إصلاحيا أم ماذا سيكون بالضبط ؟! فيجب على من يروج لهذه الأفكار التحريضية الناسفة أن يحاسبه بالقانون... فالقساة يستحقون المحاسبة والجزاء. «فمَن أمن العقوبة أساء الأدب»! فانظروا أيها المسلمون إلى قول رسولنا الكريم البليغ أفضل الصلاة والسلام عليه: «أدبني ربي فأحسن تأديبي»... فرسول الأدب الرفيع والأخلاق العالية خضع لتأديب رباني... فما بالكم بعامة الناس! لا أجد ما أقوله إلا أن أختم هذا المقال بكلام الله تعالى... الذي يفسر لنا ماذا يحصل الآن! يقول تعالى: «وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)».