ارتياح واسع في أوساط الموسيقيين السعوديين من عودة الحفلات الغنائية إلى المهرجانات السعودية التي انطلقت بواكيرها مع الحفلة الساحرة التي أحياها مؤخراً فنان العرب محمد عبده في سوق عكاظ، وسجلت ابتهاجاً عاماً اشترك فيه الجمهور السعودي والفنانون. الملحن والناقد الموسيقي السعودي محمد السنان عبر عن ابتهاجه بعودة الحفلات الغنائية إلى الساحة المحلية، مشيراً إلى أننا مقدمون على تحولات كبيرة في هذا المجال، حيث أصبحت الفنون تلقى الرعاية الرسمية بعد انقطاع دام أكثر من عشرين سنة. مضيفاً: هذا التوجه الإيجابي سيضعنا على خارطة العالم المتحضر كون الحاضرة مرتبطة بالفن وأي شعب يهمل الفنون فهو بلا حضارة لأن الفنون هي الواجهة الحضارية للشعوب. مؤكداً أن هذا التدارك بعودة الحفلات يأتي في هذا الاتجاه الايجابي والمنفتح. محمد السنان: الفنون هي الواجهة الحضارية للشعوب وأشار صاحب كتاب الموسيقا والحضارة إلى أن الشعب السعودي متعطش للحفلات الغنائية. مضيفاً: الكثيرون كما هو معروف يسافرون إلى الخارج لحضور حفلات لمغنين سعوديين، وهذا يستنزف الكثيرين مادياً، فضلاً عن أن عودة الحفلات يعتبر له انعكاسات ثقافية واجتماعية، دون أن ننسى تأثيره الاقتصادي على القطاعات السياحية الداخلية، لو استثمرت الحفلات في الداخل خصوصاً وأن البلد تزخر بالعديد من الأسماء الفنية اللامعة والأصيلة. من جهته أكد الفنان سلمان جهام رئيس لجنة الموسيقى بجمعية الثقافة والفنون بالدمام، أنه مع عودة الحفلات الغنائية على مسارح المملكة، مشيراً إلى أن ظهور الفنان محمد عبده في مهرجان سوق عكاظ يعتبر خطوة مثيرة وجديرة بالاهتمام، متمنياً أن تلحقها أمسيات أخرى. وموضحاً أنه في السابق كان الفنان يغني في الخارج ولكنه لا يغني للجمهور الخارجي بل لجمهور بلده. مضيفاً: عندما يغني مغن سعودي في الخارج فهو لا يساهم بنشر الثقافة والفن الغنائي الخليجي والسعودي لأن الجمهور في أغلبه سعودي، لحق بنجمه إلى هذا البلد أو ذاك، ولكن عندما يجد الجمهور مغنيه في الداخل، فسوف يفسح المجال للجمهور الآخر للتعرف على فنون الأغنية السعودية. وحول ظاهرة الحفلات الغنائية في المملكة يقول جهام: إن عودة حفلات الغناء للفنانين المشهورين والإعلان عنها هي الجديد وما نتمنى أن يستمر ليس في المهرجانات بل أيضاً في المسارح السعودية التي يجب أن تستثمر في كل المجالات ومنها الغناء، خصوصاً وأن هذا الوطن يضم نجوماً غنائية لامعة. مشيراً إلى أن جمعية الثقافة والفنون بالدمام أعادت الحفلات الغنائية منذ عام 2007، مع عدد من الفنانين الشباب والمحليين وبدون عوائد مادية. مفيداً بأن هذه الخطوة ستسمح لجمعيات الثقافة والفنون أن تنطلق أكثر في هذا الاتجاه، لتقيم حفلات تضمن تطوير فرقها الموسيقية على الأقل لأن الموسيقي لا يمكن أن يعمل طيلة حياته بلا مردود. ويختم جهام: استثمار الفنان السعودي داخل بلده الخطوة الصحيحة التي نطمح لها جميعاً. سلمان جهام