(وخلق الإنسان ضعيفاً)، زعماء العالم الذين غيروا التاريخ، ليسوا كلهم رجال حرب، بل البعض قلب الموازين، بالسلم والمصابرة وعدم الاعتداء، منهم المهاتما غاندي، ونيلسون مانديلا، ولكنه ضعف من نوع آخر، ضعف بعزة، وضعف بصبر، وضعف أقرب للتواضع منه للانهزامية. هذا المعنى أخذته مجلة أمريكية متخصصة في القيادة الإدارية، وقالت هناك ثلاثة طرق تجعل الضعف قوة، من مبدأ أن الذي يكابر أنه فوق الضعف، شخص مغرور، ويصعب أن يستفيد من الناس الذي حوله، لأنه يرى نفسه أكبر من الجميع. أولاً، إعادة النظر في تعريف الضعف: في القيادة التقليدية، تعوَّد الناس النظر إلى القيادي أنه هو الشخص الذي يعرف كل شيء، صاحب القوة القاهرة، الذي عنده إجابة عن كل التساؤلات، الذي يضع الرؤية، ويخطط لها، ويقود الآخرين لتنفيذها، وهو الذي يبتدئ الحوار، وهو الذي يدفع الناس للعمل، لكن إعادة النظر للضعف، لايعني السخرية منه، بل يعني إعطاء فرصة لسماع الآخرين، وإتباع مشورتهم، واكتشاف وجهات النظر الكامنة. ثانياً، الضعف العقلاني ليس هو ضعف الهزيمة: إنه ضعف الاعتراف بالبشرية، وهذا يرفع حملاً ثقيلاً من على الظهر، فأنت بشر، لك طاقات محدودة، ليس عليك الإجابة عن كل سؤال، وليس عليك التبحر بالتحدث في كل مجال. ثالثاً، ممارسة الضعف: العودة إلى صفوف الدراسة والتعلم، ويقال طلب العلم من المهد إلى اللحد، والاعتراف بالقصور يعني أن الإنسان يظل نهماً لكل فكرة جديدة ومتعطشاً لكل معلومة، ويصبح طالباً للعلم، وباحثاً عن الحكمة، ومتصدياً لكل فكرة بناءة، مما يقوي ويعضد قدراته القيادية. #القيادة_نتائج_لا_أقوال يقول الرئيس التنفيذي لستاربكس هاوراد شولتز: أصعب جانب في القيادة هو القدرة على إظهار التواضع والضعف أمام الآخرين، لأنه بذلك يقوي الفريق حوله.